يعيش نحو 11 ألف نسمة من سكان بلدية يحيى بن عبد الرحمان والتي تتربع على مساحة 113 كلم مربع والواقعة بغرب ولاية ميلة تحت عتبة الفقر، حيث تعتبر هده البلدية من أفقر البلديات على الإطلاق إذ تعاني عجزا وشللا كبيرا في مختلف الاصعدة ،مما جعل الحياة بها شبه منعدمة ،وقد ساهمت هذه الوضعية في تهميش قاطنيها ومحاصرتهم بجدار العزلة. المرافق الموجودة بها لا ترقى إلى تطلعات السكان يعاني سكان بلدية يحيى بن عبد الرحمان من النقص الفادح في المرافق الضرورية إذ لا تتوفر البلدية بأكملها إلا على 9 مدارس ابتدائية وإكماليتين إذ أغلبها تحتاج لكثير من الاصلاح والترميم وتنعدم في معظمها المدفئات والمطاعم المدرسية ورغم أن البلدية وفرت في السنوات الأخيرة 5 حافلات للنقل المدرسي إلا أنها غير كافية ولهذا يلجأ تلاميذ مشتة خلوطة للتنقل للدراسة ببلدية شلغوم العيد للمسافة الكبيرة التي كانوا يقطعونها في السابق والتي تقدر ب11 كلم للالتحاق بمقاعد الدراسة، أما تلاميذ الطور الثانوي فهم يضطرون للدراسة بثانويات بلدية تاجنانت أو التوقف عنها لثقل مصاريف التنقل على الأولياء الذين لا يملكون عملا قارا يضمن لعائلاتهم قوتهم اليومي سوى امتهان حرفة فلاحة الأرض، وما زاد من معاناة سكان البلدية هو توفرها على 5 مستوصفات فقط إذ تنعدم لأدنى التجهيزات وهو ما يحتم على السكان اللجوء إلى مستشفى تاجنانت وشلغوم العيد التي تبعد عنهم ب15 كلم للتداوي، أما قنوات الربط بالمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وشبكات الغاز فحدث ولا حرج على حد وصف سكان البلدية، مؤكدين أن هذه الأوضاع المزرية التي يعيشونها كثيرا ما أخرجتهم للشارع رغم أن بعض المناطق موصولة بالمياه الصالحة للشرب إلا أن معظمها مهترئة والتي كثيرا ما تحدث بها انكسارات توقع السكان تحت رحمة العطش أما الربط بالغاز الطبيعي فهي النقطة السوداء بهذه المنطقة النائية الجبلية إذ أن كل المناطق بها غير مغطاة بهده المادة الحيوية إلا مقر البلدية ومشتة بوطويل، خاصة وأن البلدية تتميز ببردها القارص في فصل الشتاء، حيث تتحول إلى القطب المتجمد عند تساقط الثلوج بها، أما التغطية بالكهرباء فهي تقارب المائة بالمائة وهو الشيء حسبهم الذي أنساهم معاناة لسعات البرد في فصل الشتاء. المشاريع المنجزة محتشمة وأخرى متوقفة إلى إشعار آخر رغم أن البلدية استفادت في السنوات الأخيرة في إطار عدة برامج تنموية من مشاريع مختلفة إلا أن بعضها لم يعرف النور إلى حد الآن هذا بسبب ضعف مداخيل البلدية التي تعاني خزينتها شحا كبيرا، وهو ما ساهم في هذا العوز الذي تئن تحت وطأته، وقد عرفت البلدية سنوات عجاف، وذلك مند سنة 2006 إلا أنها استطاعت تخطي تلك الأزمة وإنجاز بعض المشاريع التي تعد على الأصابع ففي مجال الأشغال العمومية تم إصلاح الطريق الولائي رقم 7 والطريق الوطني رقم 100 على مسافة 2.1 كلم، أما في قطاع الشباب والرياضة فقد تم تدعيمها ب5 ملاعب جوارية وأرضية للعب ودار للشباب. مير بلدية يحيى بن عبد الرحمن للحوار: ”نحن أخرجنا البلدية من سباتها ونأمل في تلقي الدعم المالي من الوالي الجديد” ومن جهته أكد رئيس بلدية يحيى بن عبد الرحمان كمال قاسة بغدوش أنهم يسعون جاهدين لتخليص هذه البلدية من كل مظاهر العوز والفقر من خلال سعيهم لاستفادة البلدية من مشاريع أكثر، كاشفا أيضا أنه يأمل من الوالي الجديد لميلة الالتفات لهذه البلدية، خاصة فيما تعلق بإنجاز مستشفى بها لإنهاء رحلة معاناة سكانها في التنقل للبلديات والولايات المجاوره وعن الآفاق المستقبلية لهذه البلدية قال قاسة بغدوش أن طلاب الطور الثانوي قريبا ستنتهي معاناتهم بإنجاز ثانوية جديدة والتي هي في طور الإنجاز كما استفادت البلدية أيضا حسب ذات المسؤول من مشروع لانجاز مركب رياضي أما في مجال تعبيد الطرق وفك العزلة فهنالك العديد من الأشغال انطلقت لإنجاز مسالك ريفية بكل من مشتة بوطويل، الدهس، عين ناصرة، عين عمارة، القنطرة ومشتة معتوق.