”حورية بوصوار” ممثلة لا تتجاوز التاسعة عشر، ولجت عالم المسرح في سن مبكر، تمارس التمثيل المسرحي منذ 6 سنوات تقريبا، لتدمج ركحه حتى النخاع. بعد انضمامها لدار الشباب لبني عباس بأدرار مدينتها الأصلية، انضمت لفرقة بني عباس التي يشرف عليها الأستاذ بن عبد الله عماري، الذي تعلمت على يديه تقنيات المسرح والتمثيل. لتختار خوض تجربة جديدة في الكتابة المسرحية وتعمل على أول سيناريو مونولوغ لها. حورية مونودرام يحكي قصة شابة وقعت في الخطيئة، وهو الموضوع الذي لطالما عانت منه المرأة بصفة عامة، بعد تملص الرجل من المسؤولية، هل قصتها واقعية أم أنها من وحي خيالك الخصب؟ - ”حورية” كان اسمه ”أسمع وشوف” وبعد تطويره ارتأيت أن أغيره إلى حورية، وهذه أول تجربة لي في كتابة النصوص أردت أن أكتب نصا من وحي ما يدور في المجتمع، ولكني أضفت لها لمسة خيالية للإضافة إلى جمالية العرض، وهي قصة حقيقية حدثت فعلا في الماضي تأتي الممثلة لتسردها خلف أسوار المستشفى فتحكي قصتها منذ البداية وهي تمثل فقط ما حدث في السابق إذ الحمل الذي رأيتموه كان تقليدا فقط. المونولوغ يجسد معاناة عديد من النساء في مختلف بقاع العالم أين يتخلى الرجل عن المرأة بعد الخطيئة، ماهو هدفك من وراء العمل هل أردت أن تخبري الجمهور أن الحب خطأ؟ - الحب ليس خطيئة أبدا، أنا ومن خلال عرضي أردت أن أنبه النسوة لعدم الانصياع لمشاعرهن والجري وراء القلب، بل يجب تحكيم العقل أيضا، الحب بامكانه أن يكون طاهرا بعيدا عن التدنيس. كم استغرق وقت كتابتك للعمل، وماهي الصعوبات التي واجهتك أثناء تأديتك لهذا الدور؟ - استغرقت كتابة النص أسبوعا كاملا فقط، بينما تدربي على الشخصية دام على مدار ثمانية أشهر، ولعل ما ساعدني على تأدية الدور هو تدربي على تمثيل دور مشابه تمثل في سيدة حامل و”عاقلة” كما نقول، بينما المفارقة والصعوبة تبرز في كيفية تحقيق دور أم عزباء ومجنونة وهو ما أتعبني حقا، لكن والحمد لله فإن الدور لاقى إعجاب الحضور كما شهدت عليه بنفسك. بما أنك كسرت إحدى الطابوهات التي يتفادى المجتمع الجزائري الحديث عنها، ألم تخشى حورية من ردة فعل الجمهور الذي ربما كان سيرفض تجسيد حالة جريئة نوعا ما كهذه؟ - حقيقة الموضوع جريء وفيه ما فيه من الدلالات، وأنا وبكل صراحة لم أخشى من ردة فعل الجمهور كوني عشت الدور على الركح وتفاعلت معه، ثم إن الخوف من الشيء يولد الفشل، وبما أني كنت على يقين برسالتي فأنا كنت متأكدة من نجاح العرض، والحمد لله لم تخيب آمالي ولم تذهب مجهوداتي سدا. ثم إنه من السهل تناول الموضوع لكن يصعب كثيرا التطرق إليه كونه يحمل دلالات لطالما عانت منها البنت التي أحبت بصدق فأخذتها مشاعرها إلى الهاوية، وهو ماجعلني أطرق باب العلاقات الغير شرعية لأنبه النسوة من عواقبها الوخيمة. في نهاية العرض، كانت حورية تقول أنها ما تزال قوية وأنه بامكانها مواصلة مسيرتها رغم كل ماحدث، هل بامكاننا اعتبار النهاية دعوة لبعث الأمل بين النساء اللاتي أخطأن لمواصلة حياتهن وتدارك أخطائهن أم أنه مجرد مواساة لحورية؟ - كل ابن أدم خطاء، لكني وفي النهاية أردت أن أبين أن الخطأ ومهما كانت عظمته بامكاننا تداركه، فكنت أهدف لأمرين أساسيين أولهما تدارك الخطأ وثانيهما تنبيه البنات كي لا يقعن فيما وقعت فيه حورية. هناك عديد من الأمور ورغم العراقيل بامكانها أن تصبر وتحاول تجديد نفسها.