أقرّ النظام السوري بسقوط مطار أبو الظهور العسكري، أحد آخر معاقل النظام بمحافظة إدلب، وذلك بعد حصار المعارضة له منذ أكثر من عامين، فيما يواصل البيت الأبيض تحذيراته بخصوص التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا، التي قد تشعل ”مواجهة” مع القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش. كشف التلفزيون السوري الرسمي في خبر عاجل أن الحامية العسكرية في مطار ، أبوالضهور ”أخلت مواقعها إلى نقطة أخرى بعد معارك عنيفة شهدها المطار”. وبهذه الخسارة يكون النظام السوري قد فقد أحد أبرز معاقله في المحافظة التي باتت بمعظمها بيد المعارضة، باستثناء بلدتين تقطنهما الطائفة الشيعية، في حين تواصل المعارضة محاولاتها للتقدم في سهل الغاب القريب من مدينة حماة. ومن جهته، حذر البيت الأبيض، يوم أمس، من أن التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا قد تشعل ”مواجهة” مع القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم ”داعش”، وذلك بعد شددت موسكو على أن توريدها معدات عسكرية إلى سوريا يتطابق بالكامل مع القانون الدولي، وأنها قد تدرس تقديم مساعدة إضافية لسوريا في مكافحة الإرهاب. ويعبر البيت الأبيض عن هواجس خطرة وسط تقارير عن استعداد روسيا لتعزيز دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، من خلال نشر قوات تابعة لها هناك، حيث كشف المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست: ”لقد أظهرنا أن الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق إثر تقارير حول نشر روسيا عسكريين إضافيين وطائرات عسكرية في سوريا”. وأضاف ”هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى خسائر أكبر في الأرواح كما أنها يمكن أن تزيد من تدفق اللاجئين وحصول مواجهة مع تحالف يحارب داخل سوريا تنظيم داعش”. وفي سياق متصل، أكدت ماريا زاخاروفا. الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية. يوم أمس. أن موسكو لم نخف أبدا علاقاتها العسكرية الفنية مع سوريا، مؤكدة الدعم المتواصل بالأسلحة والمعدات الحربية لروسيا، وأردفت: ”إذا ظهرت هناك حاجة في اتخاذ إجراءات إضافية من جانبنا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب، فنحن سندرس هذه المسائل بلا شك، وسنعتمد في ذلك حصريا على القانون الدولي والقوانين الروسية”. بدوره أوضح مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا ميخائيل بوغدانوف أن سبب تواجد الخبراء العسكريين الروس في سوريا يعود إلى ضرورة تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية التي يتم توريدها وفق عقود موقعة في إطار التعاون العسكري التقني بين البلدين. ويأتي التوتر الأخير بين موسكووواشنطن حول سوريا مفاجئا لدرجة كبيرة، بعد بروز بوادر إيجابية اعتبر كثيرون أنها تدل على تقارب مواقف البلدين، فيما بعد مشاورات مكثفة حول الملف السوري أجرتها موسكو الشهر الماضي مع واشنطن والرياض ومختلف أطياف المعارضة السورية. ومن اللافت أن صحيفة ”نيويورك تايمز” تحدثت في الوقت نفسه عن إرسال ”فرقة عسكرية روسية متقدمة” لدعم الجيش السوري، بالإضافة إلى ”خطوات روسية أخرى”، تخشى واشنطن من أنها تدل على وجود خطط روسيا لتوسيع الدعم العسكري لحكومة بشار الأسد بقدر كبير، حسب مزاعم الصحيفة الأمريكية.