- زخات مطر تفضح تلاعبات المسؤولين بالأموال الموجهة لعمليات التنظيف لم تمر 24 ساعة عن سقوط الأمطار لتتحول طرق 57 بلدية بالعاصمة إلى سيول جارفة، دون تحرك ”الأميار” تحضيرا للموسم الشتوي، بالرغم من إعلان مديرية الري مؤخرا عن إطلاق دراسة خاصة تنهي بحماية البلديات من الفيضانات، والذي يدخل في إطار مخطّط استعجالي للبحث عن مخارج المياه لتفادي تكرار سيناريو السنوات الفارطة. عاش سكان أغلب بلديات العاصمة، خاصة الغربية منها، على أعصابهم نتيجة تساقط أولى قطرات المطر، لتتحول طرق الرئيسية والثانوية منها بإقليمهم إلى برك مائية توحي بكارثة فيضانية، ما يستدعي تحرك مصالح زوخ لمباشرة مخطط الشتوي الخاص بتنظيف بالوعات الصرف الصحي وتنقيتها من بقايا ركوم الشتاء. ويبدو أن أميار 57 بلدية بالعاصمة لم ينهضوا من سباتهم العميق، حيث أغلبيتهم منهمكون بتطبيق أوامر الداخلية الخاصة بتحضيرات استقبال الوافدين الجدد لهم من المواطنين لاستخراج بطاقات التعريف وجوازات السفر، في حين لم يحركوا ساكنا لمباشرة المخطط الاستعجالي لتنظيف 16 ألف بالوعة، خاصة الصرف الصحي بعد أن بلغت نسبة مخلفاتها خلال عمليات التنقية حوالي 400 طن، لترتفع إلى حوالي 500 طن هذه السنة نظرا لسقوط كميات معتبرة من الأمطار خلال طول الفصل الشتوي. وتعاني العديد من بلديات العاصمة من ظاهرة السيول والفيضانات التي تنغّص الحياة اليومية للسكّان، نظرا لعدم إعادة تنظيم البنى التحتية والاكتفاء بالمتواجدة منها، ناهيك عن عمليات التهيئة الخاصة بمشاريع السكنية التي عطلت العملية وصعبتها على عمال ”أسروت” في ظل غياب التنظيم، وهو الأمر الذي يستدعي مخطّطا استعجاليا ودقيقا للبحث عن مخارج المياه حتى لا يتكرّر سيناريو السنوات الماضية. وخصصت السلطات الولائية بأوامر المسؤول الأول عن عاصمة البلاد في إطار مخطط تهيئة العاصمة ما يقارب مليار سنتيم خاصة بتنظيف البالوعات، إلا أن سياسة البريكولاج المنتهجة من قبل المصالح المعنية كشفت فوضى التسيير، حيث لم تمر 24 ساعة لتتحول طرقات عاصمة البلاد إلى سيول جارفة ببعض النقاط، خاصة ما تعلق ببلدية بئر توتة عين النعجة والحراش، وغيرها من النقاط التي تعرف أيضا مشاريع سكنية بإقليمها، فهي الأخرى تساهم في سد البالوعات بها نظرا لركم الأتربة الناجمة عن عمليات الحفر. وكشف مدير الري لولاية الجزائر، إسماعيل عميروش، أن الدراسة الخاصة بحماية بلديات العاصمة من الفيضانات انتهت حيث تم الاجتماع مع رؤساء بلديات كل من زرالدة، اسطاوالي، عين البنيان، تسالة المرجة، أولاد شبل، وبئر توتة، للتنسيق بينها وبين المديرية في تنفيذ الدراسة نظرا لاحتوائها على عدد معتبر من الأودية، إلى جانب اعتماد هذه الدراسة على مخطط جديد لتهيئة الساحل، يُعنى بنظافة ومراقبة 97 كيلومترا من سواحل العاصمة المطلة على البحر عبر 21 بلدية، يقطنها أكثر من 4817 ألف نسمة باعتبار أنها تخلف أطنان من النفايات، إلا أن هذه الأخيرة بقيت حبرا على ورق، حيث لم يتم الانطلاق فيها بعد رغم مرور أكثر من 06 أشهر على إعلانها.