* ”أميار” بلديات العاصمة بين المطرقة والسندان جدد العشرات من سكان حي أولاد الحاج القصديري، ببلدية الكاليتوس الواقعة غرب العاصمة، مطالبهم المتمحورة حول الترحيل إلى سكنات لائقة، عقب عقود من الزمن قضاها هؤلاء وسط تلك السكنات التي تفتقر لأدنى شروط الحياة، مهددين بالخروج إلى الشارع في حال عدم تدخل السلطات المحلية والولائية لتنفيذ وعودها بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تحفظ كرامتهم، لاسيما أن عديد الشقق جاهزة بعدد من أحياء ذات البلدية ولا ينقصها سوى تعجيل إنهاء الأشغال الخارجية لتلك المجمعات. وهددت العائلات القاطنة بالحي القصديري أولاد الحاج ببلدية الكاليتوس، في حديثها مع ”الفجر”، بلجوئها إلى الاحتجاج وقطع جميع الطرق الرئيسية للبلدية في حال عدم إدراج حيهم القصديري بالبرنامج المسطر للترحيل في الفترة القادمة، مؤكدين رفضهم الاستمرار في العيش بتلك السكنات مع قدوم فصل الشتاء، إذ ذكر هؤلاء السكان أنهم رفعوا في العديد من المناسبات انشغالاتهم للسلطات الولائية والبلدية، يشرحون فيها الوضعية المزرية التي يعيشون فيها منذ أزيد من 20 سنة، وسط سياسة التهميش والإقصاء التي انتهجها المسؤولون المحليون، إلا أنهم لم يتلقوا استدعاءهم لإيداع ملفات التحيين لدى اللجنة الولائية الخاصة بضبط قوائم المستفيدين من عمليات الترحيل، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السكان، الذين استغربوا صمت السلطات المحلية التي لم تتدخل لوضع حد نهائي لمعاناتهم الطويلة داخل بيوت الصفيح التي تفتقر لأدنى ضروريات العيش الكريم، بالإضافة إلى الأوضاع والمشاكل الاجتماعية الصعبة التي يتخبطون فيها، نتيجة افتقار حيهم السكني القصدير لقنوات الصرف الصحي وشبكة المياه الصالحة للشرب وشبكة الغاز الطبيعي والكهرباء. وما زاد الطين بلة هو تشويه الحي بالرمي العشوائي للنفايات اليومية على حافة الطرقات التي تتميز شتاء بالأوحال وصيفا بالغبار المتطاير متسببة بأمراض الحساسية والصدر للقاطنين هناك. كما أعاب هؤلاء استقدام مواطنين من خارج البلدية وإسكانهم بالأحياء التي ظلوا يحلمون بانتهاء أشغالها من أجل الظفر بشقق لائقة، ليصدموا عقب ذلك بمنحها لسكان من خارج بلدية الكاليتوس، فيما يبقى مصيرهم ووجهته أثناء عملية إعادة الاسكان مجهولة لحد الساعة، ما سمح بتأزم الوضع. وتأتي هذه الموجة من الغضب لدى سكان حي أولاد الحاج عقب إعلان والي العاصمة عبد القادر زوخ، عن بعث عمليات إعادة الإسكان مجددا بعد انقطاع زاد عن 3 أشهر، حيث أقر المسؤول ذاته انطلاق العملية من أكبر نقطة للصفيح بإقليمه، والمتمثلة في حي الرملي، بترحيل 4 آلاف عائلة ستوزع على مجمعين سكنيي بالولايتين المجاورتين بومرداس والبليدة.