أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان عن احراز تقدم بشأن اتفاق محتمل بينها وبين وزارة الدفاع الأمريكية، بشأن ضمان سلامة الطلعات التي ينفذها سلاحا الجو الروسي والأمريكي في سوريا لقصف مواقع ”داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية. وأضافت بأن هذا التقدم تم تحقيقه خلال اتصال ثان بين الجانبين، جرى يوم السبت عبر تقنية الفيديو، ونوقشت خلاله بشكل مفصل المقترحات التي تقدمت بها كلا الوزارتين خلال الاتصال الأول بينهما في الفاتح من أكتوبر الحالي. وذكرت الوزارة الدفاع الروسية أن النقاش كان ”مهنيا وبناء”، مضيفة أن موعد الاتصال التالي عبر الفيديو سيحدده الطرفان لاحقا. وكانت موسكو قد شرعت منذ 30 سبتمبر الماضي في قصف مواقع تابعة لتنظيم ”الدولة الإسلامية” في سوريا، بعد أن وافق مجلس الاتحاد الروسي على طلب بوتين استخدام القوة العسكرية بالخارج. هذا التفويض يشمل بالأساس استخدام ضربات جوية وبشكل مؤقت، ومرتبط بسوريا، بناء على طلب من الرئيس بشار الأسد. وتقول وزارة الدفاع الروسية أنّ الغارات شملت مراكز قيادة ومعسكرات تدريب ومستودعات أسلحة وذخيرة تابعة ل”داعش” في مختلف المناطق السورية. وتتهم واشنطن ودول غربية أخرى روسيا بتصعيد الحرب في سوريا من خلال استهدافها المعارضة المعتدلة، واعتبر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أن جهود موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة. وأكد رياض حداد، سفير دمشق لدى روسيا، في وقت سابق، أن القصف الجوي الروسي في سوريا استهدف التنظيمات الإرهابية المسلحة وليس فصائل المعارضة أو سكانا مدنيين. وتتوفر لدى الجيش السوري، على حد قول السفير، الإحداثيات الدقيقة لمواقع الإرهابيين ومنشآتهم. وأشار السفير إلى أن 40 بالمائة من البنى التحتية ل ”داعش” في سوريا، قد دمرت خلال الضربات الجوية الروسية. 64 طلعة جوية نفذت فوق سوريا خلال ال24 الماضية وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، أن طيرانها الحربي نفذ 64 طلعة جوية فوق سوريا في الساعات ال24 الماضية، استهدف خلالها 63 موقعا تابعا لتنظيم ”الدولة الإسلامية” (داعش) في محافظات حماة وإدلب والرقة واللاذقية. وقال الجنرال إيغور كوناشينكوف، الناطق الرسمي بلسان وزارة الدفاع الروسية، إن الطيران الحربي الروسي في سوريا دمر 53 موقعا محصنا، ومربضا واحدا للمدفعية، ومقرا للقيادة الميدانية، و4 معسكرات تدريب، و7 مستودعات أسلحة وذخيرة تابعة للإرهابيين خلال يوم واحد. وفي شأن متصل، قال نافيد جمالي، وهو عميل مزدوج سابق بين موسكووواشنطن، كان يعمل لفائدة ”مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) في مقابلة حصرية ل”سي أن أن”، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد نجح في مهمته في سوريا خلال أيام فقط. وأضاف جمالي: ”الحقيقة أن ما فعله فلاديمير بوتين في أيام معدودات لم يتمكن من القيام به خلال 14 عاما وهو إقحام وفرض نفسه كطرف أساسي في الحوار في المنطقة، لذا فمهما حدث بسوريا ومهما سيحدث لداعش الذي تبين أنّه سينهار في نقطة معينة، ومهما مصير الرئيس بشار الأسد فإن بوتين لابد أن يكون حاضرا في ذلك”. وتابع الجاسوس المزدوج السابق قائلا: ”بالنظر إلى ما تمكن بوتين من إنجازه، فقد دخل المنطقة وببعض القنابل دفعنا إلى تعليق الدعم للجيش السوري الحر، بصرف النظر إن كان هذا البرنامج التدريبي ناجحا أم لا، ولكن نتائجه المباشرة أو غير المباشرة ستصب في صالح بشار الأسد، وعليه فإن بوتين نجح في مهمته من وجهة نظري.. الآن الساحل السوري محمي ومستقر ولا أرى أن بشار الأسد سيسقط مستقبلا وأنه يمكنه المحافظة على نفوذه فيما نسبته 20 إلى 30 في المائة من مساحة الدولة”. وأضاف جمالي قائلا: ”خلال الفترة التي عملت فيها مع الروس تبين لي بأن روسيا ترى واشنطن على أنها عدوها الأول والأساسي، وعليه فإن أي خطوة يقدمون عليها ستكون من هذا المنطلق. فإذا نظرنا إلى الاحداث في سوريا والتحركات الروسية هناك سنرى أنها نوعا ما تهدف إلى احراجنا وزعزعة الثقة الدولية بنا بالإضافة إلى استعادة تواجد لهم في المنطقة”.