عقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، لقاء مع مقربين ومستشارين قبل الإقدام على التنصيب الرسمي للمكتب السياسي الجديد، وتوزيع المهام استعدادا للمرحلة القادمة التي يحضر فيها البعض لإقالته من على رأس الأفالان. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل”الفجر”، فإن الأمين العام للأفالان عمار سعداني، قد عقد لقاء استشاريا مع رجالاته في إطار الاستشارة التي يجريها لتوزيع المهام على أعضاء المكتب السياسي الجديد، والتحضير لتحصين نفسه من سيناريو إقالة قد يعصف به بعد الانتخابات الجزئية لمجلس الأمة. وذكرت أنه على هذا الأساس، يريد سعداني أن يبقي رجالاته في طليعة المكتب السياسي للأفالان المقرر الإعلان الرسمي على تشكيلته هذا الثلاثاء، حيث يراهن على منحهم الأمانات الاستراتيجية والهامة. وحسب المصادر ذاتها، فإن أحمد بومهدي، أحد الرفاق الأساسيين للأمين العام للحزب، من المقرر أن يحظى بأمانة التنظيم باعتبارها أمانة هامة واستراتجية، منحت في وقت سابق أي قبل انعقاد المؤتمر العاشر، لمصطفى معزوزي، الذي قاد حملة ضد سعداني، قبل أن يتراجع ويسحب ترشحه لأمانة الحزب في ندوة الأوراسي، كونه كان من المنادين لإقالة سعداني وقتها، فمنحت له الأمانة كمكافئة على تنازله، وأضافت أن أحمد بومهدي، هو الرجل الثاني في هيكل الحزب، سيستفيد من أمانة التنظيم حتى يبقى مسيطرا على جميع الأحداث السياسية الهامة. أما الأمانة الأخرى التي وقع عليها الاختيار، فهي أمانة المنتخبين المكلفة بإعداد القوائم الانتخابية عبر الولايات لجميع الاستحقاقات، ومتابعة الشأن الحزبي في الهياكل المنتخبة، حيث يريد عمار سعداني تقديم جمال ماضي، لتولي الأمانة. أما أمانة العلاقات الخارجية والعلاقات مع الأحزاب والتنظيمات، فقد وقع اختيار عمار سعداني، حسب ما أكدته مصادر ”الفجر”، على الصادق بوقطاية، لاعتبارات أنها أمانة تقدم النظرة الخارجية للحزب مع المجتمع المدني والهيئات الأخرى. أما أمانة الأسرة والمرأة، فرشح عمار سعداني، النائب سليمة عثماني، لخلافة يمينة فلتاني، سيما وأن هذه الأخيرة لم تقدم حصيلة مشجعة تمكنها من استعادة الأمانة التي أدارتها لفترة طويلة. وفي ذات السياق، فإن توزيع المهام على باقي الأمانات ستمنح لأعضاء المكتب السياسي الجدد بعد مفاوضات، خاصة الأمانات المتعلقة بالانضباط، الرقابة والمالية. وتعد القائمة الأولية التي حضرها الأمين العام للحزب قابلة للتغيير في أي وقت، باعتبار أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هو رئيس الحزب. ونقلت مصادرنا أن الأمين العام للحزب، متوتر من الإشاعات التي راجت حول إمكانية إقالته من على رأس الأفالان، سيما وأن تلك الإشاعات ارتبطت باستعمال المال في تعيين بعض أعضاء اللجنة المركزية خلال المؤتمر العاشر للحزب، علما أن مثل هذه الإشاعات تتكرر مع جميع المواعيد السياسية التي يشهدها الحزب.