جددت الصين، أمس، رفضها المشاركة في محكمة تحكيم نُظمت في هولندا بشأن مناطق متنازع عليها في بحر الصينالجنوبي. واستبعد نائب وزير الخارجية الصيني ليو تشين مين في تصريح صحفي أن تؤثر القضية على مطالب السيادة في بحر الصينالجنوبي. وكانت محكمة في لاهاي قد قضت، أوّل أمس، اختصاصها قضائيا للنظر في بعض الدعاوى التي أقامتها الفلبين ضد الصين بشأن مناطق متنازع عليها في بحر الصينالجنوبي. من جانبها، ترى الفلبين أن اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار، الموقعة بتاريخ 10 ديسمبر 1982 في مونتيغوباي الجامايكية، التي صادقت عليها الصين ينبغي أن تكون إطارا لحل إشكال الجزر المتنازع عليها في بحر الصينالجنوبي بين بكين ومانيلا. وفي ذات الشأن، أبلغ قائد البحرية الصينية، الأميرال وو شينغ، نظيره الأمريكي الأميرال جون ريتشاردسون، بأنه إذا واصلت الولاياتالمتحدة ”تصرفاتها الخطيرة والاستفزازية في بحر الصينالجنوبي، فإنه سيترتب عن ذلك مخاطر قد تنتهي بالحرب في المنطقة. ونقل البيان عن الأميرال وو، قوله: ”إذا واصلت الولاياتالمتحدة التصرف بطريقة متعمدة في بحر الصينالجنوبي، فإن الصين ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها”. لكنه قال إنه يوجد حيز واسع للتعاون بين البحرية الصينية والبحرية الأمريكية في بحر الصينالجنوبي. وكان كبار القادة من البحرية الصينيةوالأمريكية أقاموا، يوم الخميس، محادثات عبر الفيديو، وذلك بعد يومين من إبحار مدمرة أمريكية في بحر الصينالجنوبي، حيث أعرب الجانب الصيني عن ”القلق العميق إزاء ما جرى”. وقال الأدميرال وو شنغ لي، قائد القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني أثناء محادثاته مع نظيره الأمريكي الأدميرال جون ريتشاردسون، إن ”هذه الأعمال الخطيرة والاستفزازية هددت سيادة الصين وأمنها وأضرت بالسلام والاستقرار الإقليمي ” .وكان المسؤولون الصينيون استنكروا، يوم الثلاثاء الماضي، إبحار المدمرة الأمريكية وحاملة الصواريخ الموجهة،”يو أس أس لسن” المتواجدة في المحيط الهادي منذ 2009، على مقربة 12 ميلا من إحدى الجزر الصناعية التي بنتها الصين في بحر الصينالجنوبي، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن السفينة الأمريكية تلقت تحذيرا، واعتُبر تحركها ”تهديدا لسيادة الصين”. وأضاف لو كانغ، المتحدث باسم الوزارة، أن بكين ”سوف ترد بحزم على أي أعمال استفزازية متعمدة من جانب أي دولة”، وأن السفينة قد ”تم تعقبها وتحذيرها” أثناء دخولها المتعمد المياه المتنازع عليها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، وقتها أن ”الأمر لا يستدعي التشاور مع أي بلد آخر حينما نقوم بممارسة حقنا في الإبحار بحرية في المياه الدولية”. وتشكل حرية الملاحة البحرية تحديا حقيقيا لادعاءات الصين السيطرة على الجزر الاصطناعية. وتدعي الصين ملكية معظم مناطق بحري الصينالجنوبي والشرقي. وتتحدى دول أخرى في جنوب شرق آسيا مزاعم الصين بشأن ملكية جزر سبراتلي وباراسيل وسكاربوروه، التي يُعتقد أن المياه المحيطة بها غنية بالموارد الطبيعية. وأقدمت الصين على تحويل الشعاب، التي غُمرت بالفعل، إلى جزر في إطار مشروع تجريف شامل بدأ أواخر عام 2013.