استنكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، إبراهيم بولحية، بشدة، التصريحات التي صدرت عن العاهل المغربي محمد السادس، في حق الجزائر، وصنف ما قاله عن الصحراويين في خانة الأكاذيب والافتراءات، ودعاه إلى تطبيق ما يتحدث عنه من خلال تمكين الصحراويين من حق تقرير المصير بكل حرية وشفافية، كما دعت إليه اللوائح الأممية ومحكمة لاهاي الدولية. وتساءل إبراهيم بولحية، عن سبب سلوك العاهل المغربي واتهاماته للجزائر ودفاعه عن الصحراويين في مخيمات اللاجئين، وقال أن ”الرجل فجأة استفاق وضميره بعد سبات عميق وحز في نفسه وضعية الأشقاء الصحراويين ومعاناتهم في المخيمات”، وتابع أنه ”نشكره عن صحوة الضمير إزاء الصحراويين، وعليه بالمسارعة إلى الكف عن الانتهاكات التي يقوم بها ضد الشعب الصحراوي، ونهبه لثرواتهم وخيراتهم، وسجنه للأطفال والنساء”. وواصل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة العليا، أنه ندعو العاهل المغربي إلى ”سحب جيشك وزبانيتك من الأراضي الصحراوية المغتصبة بواسطة مهزلة تاريخية أسماها المسيرة الحمراء، شارك فيها والدك ونظمها الصهاينة وعلى رأسهم شمعون بيريز وبتخطيط من الصهيوني ازولاي”، كما ”ندعوه إلى الالتزام وتطبيق قرارات محكمة لاهاي الدولية التي أقرت بعدم وجود أية روابط سيادية بين المغرب والصحراويين”، مضيفا أن قرارات مجلس الأمن والأممالمتحدة تصب هي الأخرى في نفس الاتجاه وتدعو لاستفتاء تحت إشراف الأممالمتحدة يتم بمقتضاه تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، ”غير أن ملك المغرب يتعمد رفض تلك القرارات الدولية الداعية للاستفتاء”. ووجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية تساؤلات للعاهل المغربي: ”لماذا رضيتم بتقسيم الأراضي الصحراوية مع موريتانيا، إن كنتم متأكدين بأنها جزء لا يتجزأ من المغرب، ولماذا وافق الحسن الثاني في مؤتمر نواديبو الذي جمعه مع الرئيس هواري بومدين، والرئيس مختار ولد داداه، على مبدأ تقرير المصير للصحراويين ودعم جبهة البوليساريو في كفاحها ضد الإستعمار الإسباني في 1973”، وخلص إلى أن الجزائر أكبر من أن تطالها إتهامات وأكاذيب المخزن وعاهله، وأن مواقفها ودعمها للشعوب المكافحة من أجل الحرية والكرامة والعدالة تشهد على عظمتها وقوتها، وقال أن سمعة الجزائر لا غبار عليها وسط الشعوب الإفريقية والآسيوية والدولية، وأمام اللجنة الرابعة بالأممالمتحدة، وحرصها على الأخوة وحسن الجوار، عكس المغرب الذي يرفض الحرية والعدالة وتقرير المصير.