تألقت الفنانة السورية سهرة أول أمس في سهرة فنية راقية إحياء لعيد الميلاد ال80 لنسيم الشرق فيروز، من تنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وبالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري. بداية الحفل كانت فرصة للفنانة ميس حرب لتؤكد الوقفة الكبيرة للجزائر مع سوريا في أحلك ظروفها بحكم أنها البلد الوحيد التي لم تغلق سفارتها في دمشق، قبل أن تطلق العنان لصوتها بروائع فيروزية لا تزال تبقى راسخة في أذهان الجمهور الذي عشقها طيلة مسيرتها الفنية ويحفظ أغانيها عن ظهر قلب، والدليل الجمهور الكبير الذي غصت به قاعة المسرح الوطني الجزائري وتجاوب مع الفنانة لبكل جوارحه، خصوصا وأنها استهلت السهرة بأغنية ”سلملي عليه” من كلمات زياد الرحباني وألحان زياد الرحباني والتي حققت نجاحا باهرا. ومن ”سلملي عليه” انتقلت ميس حرب إلى أغنية أخرى تقطر عاطفية لترحل بالجمهور إلى عوالم الصوت العذب والكلمة المعبرة بأغنية ”لو بعرف”، لتذهب بعدها بصوتها الراقي والموسيقى الهادئة إلى مقطوعة ”دقي يا صبي في هذا الجو العصبي” والتي تفاعل معها الجمهور بقوة. ولعبت ميس حرب على محور التنويع من أجل تلبية أذواق الجمهور الفيروزي فغنت ”بيذكر الخريف” وأظهرت طاقة صوتية كبيرة بحكم صعوبة الأغنية لكونها تدخل في خانة الطبقة الصوتية الهابطة، ولكن ميس حرب أدتها بروعة ما جعل الجمهور يصفق مطولا عند نهاية الأغنية. ميس حرب أطلقت العنان لصوتها في الأغنية التي دقت أبواب كل العالم العربي وهي ”كيفك أنت” التي رددها معها الجمهور كلمة بكلمة ”بتذكر آخر مرة شفتك سنتا بتذكر وقتا آخر كلمة قلتا، وما عدت شفتك وهلّأ شفتك، كيفك إنت ملّا إنت”، لتتبل السهرة برائعة أخرى من روائع فيروز وهي ”أنا عندي حنين ولما بعرف لمين”، معرجة على أغنية ”خايفة أقول اللي في قلبي”، لتلهب القاعة بعدها برائعة ”حبيتك حتى نسيت النوم” حتى وجدت المطربة نفسها أمام جمهور يردد كلمات الأغنية ”حبيتك حتى نسيت النوم يا خوفي تنساني حابسني برات النوم وتاركني سهرانة أنا حبيتك حبيتك أنا حبيتك حبيتك”. ومن السرعة القصوى كانت عودة إلى أجواء الحنين والأغنية العاطفية والصوت الدافئ بأغنية ”دقيت طل الورد على الشباك”، لتتبلها بعدها بأغنية وطنية مليئة بالحماس بعنوان ”يا تراب الجنوب”، التي اختارتها لتكون خاتمة السهرة ولكن الإلحاح الكبير من طرف الجمهور جعلها تضيف رائعة أخرى بعنوان ”قديش كان فيه ناس” تاركة الجمهور راضيا مما سمعه من روائع فيروزية. وقالت ميس حرب بعد نهاية السهرة الفنية أن هذا الحفل جاء بدعوة جاء من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، مضيفة بأن سوريا والجزائر ولبنان جمعتهم فيروز مجددا في هذه السهرة الفنية. وأضافت ميس حرب بأنها لبست الأبيض لأنه يليق بقامة كبيرة مثل فيروز وفيه رسالة للحب والسلام، قائلة بشأن برنامجها خلال هذه السهرة ”حاولنا التركيز على تنويع البرنامج بين الطربي والشعبي والكلاسيكي والجاز، من خلال المرور على كافة الملحنين الذين تعاملوا مع فيروز في صورة الرحابنة أو عبد الوهاب وربما إن سمحن الفرصة سنغني أندلسيات فيروز في المرة القادمة”. وعن جديدها كفنانة قالت ميس حرب: ”عندي ألبوم جاهز من إنتاج شركة ”مقام” في الأردن والذي سيصدر وقريبا، وهو ألبوم منوع ويركز على الشيء القريب من الشعب بطريقة بسيطة بدون تعقيد ويحكي بلهجة قريبة من الكل”. وأضافت الفنانة في الأخير بأن نبض الحياة لم يتوقف في سوريا وتحيي حفلاها في دار الأوبرا بدمشق، وأن كل حروب العالم لم يمكنها أن توقف الحياة في سوريا.