أكّد حزب الله اللبناني، أمس الأحد، مقتل القيادي سمير القنطار، الأسير اللّبناني السّابق في سجون الاحتلال، بغارة اسرائيلية، استهدفت مبنى كان يقيم فيه بضواحي جرمانا في ريف دمشق. ونعى بسّام القنطار، شقيقه سمير في صفحته على فيسبوك، من دون أن يقدّم توضيحات. وقال بيان ”حزب الله”: إنّ ”سمير القنطار قتل مع عدد من المواطنين السوريين في غارة شنّها الطيران الإسرائيلي على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مساء السبت”. ولم يحدد التلفزيون السوري الحكومي، الذي أكد بدوره النبأ، عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا نتيجة القذائف التي استهدفت المنطقة الخاضعة للقوات الحكومية، وألقى باللائمة على جماعات وصفها ب”إرهابية”، بدون إعطاء تفاصيل. وتفيد التقارير الاعلامية ان من بين القتلى فرحان الشعلان وهو قيادي في جيش المقاومة السورية. وتعالت في إسرائيل أصوات تعبر عن الفرح باستشهاد القنطار واعتبرت أن اغتياله جاء انتقاما لعملية نهريا. وقال وزير الإسكان الإسرائيلي والضابط في الاحتياط برتبة لواء في الجيش الإسرائيلي، يوءاف غالانت، للإذاعة العامة الإسرائيلية، إنه ”لا أنفي ولا أؤكد” أن إسرائيل شنت الغارة واغتالت القنطار، وأن ”حقيقة أن القنطار لم يعد على قيد الحياة هو أمر جيد”. وقال عضو الكنيست إيال بن رؤوفين، من كتلة ”المعسكر الصهيوني”والنائب السابق لقائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل تستعد لرد فعل حزب الله على اغتيال القنطار. وتابع بن رؤوفين أنه ”لا شك في أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد فعل محتمل، وعلى الأرجح أن رد فعل كهذا، إذا حدث، سيكون مدروسا وليس من أجل إشعال المنطقة بحرب شاملة”. ويذكر أن حزب الله كان قد رد على اغتيال إسرائيل لجهاد مغنية وضابط إيراني من خلال شن عملية في منطقة مزارع شبعا أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين. وكانت إسرائيل افرجت عن القنطار في عام 2008 خلال صفقة ريغف وغولدفاسير لتبادل الأسرى (وهما جنديان إسرائيليان أسرهما حزب الله) مع ”حزب الله”، سلم خلالها الاخير جثتي جنديين اسرائيليين قتلا عام 2006 وهي العملية التي أدت إلى شن حرب اسرائيلية على لبنان دامت 33 يوما. وأمضى القنطار 28 عاما في السجون الإسرائيلية بعد محاولته عام 1979، اختطاف عالم الذرة الإسرائيلي داني هاران وابنته لمبادلتهما بأسرى لكنّ العملية فشلت وانتهت باعتقاله وحكم عليه في عام 1980 بالسجن 542 عاما في إسرائيل. وأعلن القنطار بعيد عودته إلى لبنان انضمامه إلى صفوف ”حزب الله” وبرز دوره القيادي في الحزب بعد مشاركة الاخير في القتال في سوريا إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد.