أعلنت كوريا الشمالية، أمس، عن إجرائها اختبارا لقنبلة هيدروجينية بنجاح، وجاء ذلك في إعلان خاص بثته محطة التلفزيون الرسمية للبلاد. وذكر البيان أن بيانغ يانغ أجرت، صبيحة أمس، أول اختبار لقنبلة هيدروجينية بنجاح. وتجدر الإشارة أن كوريا الشمالية لم تبلغ الولاياتالمتحدة والصين بهذه التجربة خلافا للحالات الماضية. وفي أعقاب ذلك عقدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اجتماعا طارئا، وتعكف وكالة الاستخبارات الوطنية في سيئول على تحليل الزلزال. ومن جهتها، عقدت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه اجتماعا لمجلس الأمن القومي بعد ظهر أمس لبحث تداعيات التجربة النووية. وقالت بارك ”يجب على الحكومة الكورية الجنوبية أن تجعل كوريا الشمالية تدفع ثمن قيامها بتجربة نووية من خلال التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي”. وذكرت بارك خلال الاجتماع ”يتعين على كوريا الجنوبية أن تعي الوضع الحالي بشكل صارم، وتتعامل بصرامة مع استفزازات كورية شمالية من خلال فرض عقوبات دولية عليها”، مضيفة أنّ بيونغ يانغ ”أجرت تجربة نووية رابعة” أمس، ”من شأنها زعزعة الأمن في شمال شرق آسيا وتغيير طبيعة القضية النووية الكورية الشمالية بشكل جذري نظرا لادعاءات بيونغ يانغ بإجرائها تجربة لقنبلة هيدروجينية”. وأكّدت بارك على ”تجاهل جارتها الشمالية التحذيرات المتكررة من سيول والمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي”، ونددت بهذه الخطوة لكونها لا تعتبر تحديا خطيرا ضد الأمن القومي لبلادها فحسب، بل أنها تهدد بقاء الشعب الكوري الجنوبي ومستقبله وتمثل تحديا مباشرا ضد السلام والأمن الدوليين، ومشيرة إلى أنّ كوريا الجنوبية لن تتغاضى أبدا عن تجارب بيونغ يانغ النووية، وأنها ستدفعها ثمنها غاليا، مشدّدة على فرض العقوبات عليها من طرف المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي. وعبرت بارك عن أملها في أن يعزز الجيش الكوري الجنوبي جاهزيته الدفاعية مع الولاياتالمتحدة، قائلة: ”إن الجيش الكوري الجنوبي يراقب عن كثب إمكانية قيام بيونغ يانغ باستفزازات جديدة، وسيرد بشكل صارم عليها، حال وقوعها”. اجتماع طارئ لمجلس الأمن وواشنطن وطوكيو تتوعدان برد مناسب وأفاد دبلوماسيّون بالأممالمتحدة، أن مجلس الأمن الدّولي عقد صباح أمس اجتماعًا طارئا، في نيويورك، على خلفية إعلان كوريا الشّماليّة أنها أجرت تجربةً نوويَّة رابعة. وقالت النّاطقة باسم البعثة الأمريكيّة في الأمم المتّحدة، هاجر شمالي، إن الاجتماع ”سيعقد بطلب من الولايات المتّحدة واليابان بشكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول ال 15 الأعضاء” في المجلس. وشجبت الولاياتالمتحدة بعنف ما اعتبرته ”استفزازات” من كوريا الشمالية لكنها أوضحت أنها لم تتأكد بعد من إقدام بيونغ يانغ على تجربة قنبلة هيدروجينية. ومن جهته توعد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بيونغ يانغ، إن بلاده سترد بحزم على تحديها حظر الانتشار النووي معتبرا تجاربها النووية تهديدا لأمن اليابان. وقال آبي للصحفيين إن بلاده لا يمكنها مطلقا أن تتغاضى عن التجارب النووية لكوريا الشمالية. وقال نيد برايس الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الأربعاء ”لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات في الوقت الحالي لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية”، مؤكدا على أن الولاياتالمتحدة ”سترد بشكل مناسب على كافة استفزازات كوريا الشمالية”. ويذكر أنّ مركز أرصاد الزلازل الأوروبي والماسح الجيولوجي الأمريكي ومركز شبكات الزلازل الصيني، أعلنت قبل إقدام بيونغ يانغ على خطوتها، عن حدوث زلزال بقوة 5.2 درجات على سلم ريختر، بالقرب من موقع بونغ كيه-ري للتجارب النووية في شمال شرق كوريا الشمالية. وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، إن مركز الزلزال وقع على بعد 20 كيلو مترا غرب محافظة بيك آم بإقليم يانغ كانغ بكوريا الشمالية، بالقرب من موقع بونغ كيه-ري. وذكرت الوكالة أنه من المؤكد أن مركز الزلزال لا يشير إلى أنه زلزال طبيعي، مما يثير إمكانية أنه زلزال اصطناعي. من جانبها أكدت وكالة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية أن الزلزال اصطناعي. وأضافت أنه من المرجح أن يكون ذلك تجربة نووية. وكان زلزالا اصطناعيا آخر قد وقع بقوة 5 درجات وقع سنة 2013، عندما قامت كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية في المنطقة.