تختلف الأنشطة والأعمال التطوعية، إلا أن الأهداف المشتركة لهؤلاء الشبان الباحثين عن مد يد المساعدة بشتى الطرق تجمع هؤلاء الذين اختاروا التكتل ضمن مجموعات عبر فايسبوك، تجمع التبرعات وتنظم الرحلات ومختلف النشاطات، لإدخال الفرح والسرور على المرضى والمحتاجين وكل من هو بحاجة إلى التفاتة بسيطة. هم شبان اجتمعوا عبر فايسبوك، أنشؤوا مجموعات خاصة بالعمل التطوعي عبر النت، يشتركون في الأهداف النبيلة التي تجمعهم وتوحد صفوفهم في جمع التبرعات توزيعها، حملات التنظيف، زيارة المرضى، التبرع بالدم.. وغيرها من الأعمال الخيرية. ورغم انشغالهم في مجالات مختلفة من الحياة، إلا أنهم توحدوا لتقديم يد المساعدة المادية والمعنوية لمن هم بحاجة إليها. وبين البحث عن الصيغة القانونية لتنظيم العمل التطوعي تحت إطار جمعية خيرية، وتفضيل العمل الحر ضمن مجموعات فايسبوكية شبابية، يختلف هؤلاء غير أنهم دون أدنى شك يجتمعون في نفس المبادئ السامية التي ترمي لمساعدة الغير. ”من أجل شتاء دافئ” و”شباب الخير والإحسان” يفضلون العمل الحر ما لمسناه خلال حديثنا مع أعضاء ومؤسسي مجموعة ”من أجل شتاء دافئ”، هو عدم تفكيرهم في تحويل نشاطهم التطوعي إلى جمعية خيرية تعمل في إطار قانوني، وتتمتع بالحقوق الإدارية والقانونية التي تخولها العمل والنشاط دون عراقيل. وعن سبب هذا الرفض تقول حياة، مؤسسة المجموعة، إن تسيير الأموال ليس بالأمر الهين، لاسيما أن العمل في إطار جمعية يتيح لهم جمع التبرعات المالية، وهو ما لا يحبذه هؤلاء. وفي السياق ذاته، من أجل تفادي التعامل بالسيولة المالية يقترح أعضاء المجموعة قائمة من المستلزمات التي يحتاجونها في كل خرجة ميدانية، ليقوم المتطوعون بإحضار ما استطاعوا لمقر المجموعة الذي يبقى سريا وخارج الإطار القانوني. وفي السياق ذاته، تقول المتحدثة ذاتها إن مجموعتها تعمل بالتعاون مع مجموعات أخرى عبر فايسبوك، حيث تشترك معا في التنسيق والتنظيم للقيام بأعمال خيرية مختلفة. مجموعة ”الدالية” تطمح للعودة من بعيد يرغب الأعضاء المؤسسون لجمعية ”الدالية” التي أنشأت سنة 2012، وكانت تأخذ طابعا ثقافيا، في إعادة بعثها من جديد، حيث افترق أعضاؤها لأجل أسباب متعلقة بكثرة انشغالاتهم واختلاف المجالات التي يعمل بها هؤلاء، ورغم العراقيل التي لقيتها المجموعة في ما يتعلق بالطابع القانوني، حيث لم يتلق أعضاؤها أي رد من السلطات المحلية التي ظلت تتماطل عن إعطائهم ترخيصا يمكنهم من العمل في إطار جمعية خيرية، يرغب هؤلاء في العودة للعمل الميداني في المجال الخيري التطوعي، وإعادة بعث المبادئ التي قامت عليها مجموعتها، والمتعلقة بتنمية ثقافة الإقليمية والانفتاح الثقافي، وكذا تعزيز والحفاظ على التراث الوطني المادي وغير المادي، توعية المتطوعين عن طريق بث روح التضامن، التبادل النقابي إقليميا ووطنيا، وتبادل الأنشطة الثقافية والاجتماعية مع الجمعيات الأخرى، تقديم الدعم للأشخاص الذين يواجهون صعوبات من خلال أعمالهم في المجال الثقافي، وذلك من خلال القيام بنشاطات مختلفة متعلقة بالسفر والزيارات في مختلف المواقع الجزائرية وتشجيع الفنانين الشبان. ”نداء الخير”.. من التسلية إلى العمل الخيري أنشأت مجموعة ”نداء الخير” المكونة من 20 عضوا منذ وقت قصير جدا، حيث تحولت من مجرد جماعة شبانية التقت عبر الأنترنت وشكلت مجموعة تواصل لأجل التسلية، لتأخذ بعد ذلك الطابع التطوعي الخيري الذي اتفق عليه جميع أعضائها، والذين فضلوا تقديم يد المساعدة وكل ما هو مفيد لصالح المجتمع. ولأن أكبر المشاكل التي يعاني منه هؤلاء الشبان هو التنسيق والتنظيم بين الأعضاء، ولأجل تقنين العمل الذي يقومون به يفضل أعضاء المجموعة إكسابها الصيغة القانونية بجعلها جمعية ذات إطار قانوني يمكنهم من تنظيم التبرعات والتنسيق لاختيار يوم موحد للقيام بالخرجات الميدانية ومختلف الأعمال والأنشطة الخيرية. وبالرغم من أن هذه المجموعة لاتزال في أولى أيامها في هذا المجال، إلا أن أعضاءها قاموا بتنظيم أول خرجة لهم قادتهم إلى مستشفى بني مسوس بالعاصمة بداية هذا الأسبوع، أين قاموا بزيارة المرضى لإدخال السرور على قلوبهم، لاسيما الأطفال منهم.