تسارعت مؤخرا الأحداث بشكل كبير، على دول الجوار خاصة الخطر الليبي على خلفية تنامي الأطماع الدولية ومحاولة إدخال الجزائر في المستنقع الليبي، في حين لاتزال الأحزاب السياسية في البلاد غارقة في العموميات والصراعات الداخلية ولم تكلف نفسها عناء إصدار بيانات أو حتى التنقل إلى الولايات الجنوبية. لم تشكل قضية الحدود الملتهبة على طول الحدود الجزائر، خاصة مع تنامي خطر التهديد الإرهابي على الحدود الجزائرية - الليبية، في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الغارة الأمريكية على مواقع إرهابية في ليبيا، اهتمام الطبقة السياسية التي التزمت الصمت تجاه الوضع الحالي، ولم تكلف نفسها حتى عناء إصدار بيانات، في حين لم يشهد النشاط السياسي في الفترة الأخيرة أي حركية في ولايات الجنوب التي يبدو أنها لم تعد من بين أولويات الطبقة السياسية، على الرغم من الأحداث المؤسفة التي تعرفها بسبب غليان الشارع على خلفية احتجاجات البطالين. يحدث ذلك تزامنا مع انشغال العديد من الأحزاب بصراعات داخلية مثلما يحدث حاليا في بيت حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، بعد الحرب الباردة التي نشبت بين الغريمين وامتدت لأشهر، ولم تضع أوزارها إلا بعد أن أطفأت رئاسة الجمهورية نارها بعد إعلانها عدم نيتها في تشكيل حكومة جديدة، بينما لاتزال أحزاب المعارضة منشغلة بالتحضير لندوتها الثانية وبجلب أكبر عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية السياسية والثقافية قصد الضغط على السلطة وفرض انتقال ديمقراطي. يأتي هذا في وقت تتلقى الأحزاب السياسية انتقادات لاذعة من العديد من الأطراف، آخرها كانت من وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي الذي قال إنها لا تتكلم عن التهديدات الأمنية التي تعيشها البلاد بقدر ما تتحدث عن المشاكل السياسية، وقبل ذلك كان بدوي قد اتهم عدة أحزاب معارضة ب”محترفي النقد”، ووصف مواقفها حول وثيقة تعديل الدستور بالمهاترات، الأمر الذي دفع ببعض قادة المعارضة للرد على وزير الداخلية بالقول إن السلطة لاتزال تتصرف بأحادية وبمنطلق تحميل المسؤولية للمعارضة التي من مهامها بالدرجة الأولى انتقاد ”إخفاقات” السلطة وتثمين الأشياء الإيجابية. من جهته، نفى الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في اتصال مع ”الفجر”، أن تكون أحزاب المعارضة غير مبالية بما تعيشه الجزائر من تهديدات أمنية على الحدود، حيث أكد أن حركة النهضة وفي جميع خرجاتها كانت تتحدث عن التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر.