رفضت بعض أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء التنسيقية عرض جبهة التحرير الوطني، وأكدت أن إنشاء مبادرة ”جدار وطني”، هو من صميم نشاط الجيش ورئاسة الجمهورية، ولا ضلع للأمين العام للأفالان عمار سعداني فيه. يستعد سعداني لتنظيم تجمع شعبي للمساندين لمبادرته الوطنية تضم بعض التشكيلات المحوسبة على تيار المعارضة، يتزامن تاريخه وانعقاد مؤتمر ”مزفران 2” الذي يجمع اطياف حزبية وشخصيات وطنية من المعارضة، وقد دخل في اتصالات مع هذه الأخيرة. وفي هذا الصدد أبرز القيادي في حزب جيل جديد، إسماعيل سعداني، في تصريح ل”الفجر”، أن الأمين العام للأفالان يعي جيدا موقف المعارضة من السلطة، فهو جزء من النظام بل هو ركن اساسي من هذا السلطة، وكشف عن محاولات منه لضم الحزب إلى مبادرة الأفالان، لكنه تلقى إجابة بالرفض، مؤكدا انضمام بعض الأحزاب المعارضة. وتابع إسماعيل سعداني بأن زعيم الأفالان ”تكلم عن مهرجان الجزائر ونحن لسنا من دعاة المهرجانات رغم الظروف الإقليمية الصعبة التي تمر بها البلاد، إذ حتى قانون المالية في 2016 أصبح لا معنى لها مع تحدث الوزير الأول عن الاستدانة الداخلية، وهذا ما يدل أن الحكومة تسير بدون بوصلة ولا خارطة طريق”، داعيا إلى تنظيم انتخابات حرة مستقلة تشرف عليها لجنة مستقلة. من جانبه دعا عمار خبابة، الناشط السياسي والحقوقي، في تصريح ل”الفجر”، إلى ضرورة الفصل بين حالتين في تحركات سعداني، بقوله ”إذا كان الالتقاء لتبادل وجهات النظر في المسائل الوطنية فهو أمر محمود، والأمر غير المحمود كأن تسمع من يضع رجلا في السلطة ورجلا في المعارضة، فهذا أمر لا يستقيم”، موضحا أن الأحزاب التي لها برنامج مختلف عن السلطة ينبغي أن تبقى في هذا الإطار، وأما الازدواجية فهذا وضع كارثي، ونفاق السياسي، وأبرز أن الحراك الحالي هو من أجل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. وقال المتحدث إن سعداني إذا أراد أن يجمع الأطياف السياسية من التيار الإسلامي والعلماني والاشتراكي ويريد أن يزكي شخصا ما في الحكومة، فهذا جيد، ولكن على الأحزاب المعارضة أن تكون صريحة، أما أن كان الغرض هو مبادرة ”جدار وطني”، فهذا لا تقوم به إلا السلطة والأطراف الفاعلة الأخرى. وإذا كان يتحدث عن السلطة فهو ليس السلطة، فهذه الأخيرة هي من عليها دعوة الأحزاب الوطنية إلى ندوة كبرى مثلا، من أجل التحذير من الوضع على الحدود أو انعكاسات الأزمة الاقتصادية تحت عنوان كبير ”إن البلاد في خطر والدعوة إلى توحيد الجهود لاجتياز المرحلة العصيبة”. وأضاف خبابة أن السلطة الحقيقية هي الجيش ورئيس الجمهورية، وهما المعنيان بقيادة مبادرة الجدار الوطني، وهذا هو مقترح التنسيقية بالدعوة إلى التفاوض مع السلطة بهدف الذهاب إلى انتقال ديمقراطي حقيقي.