خلّفت نتائج رئاسيات 17 أفريل الماضي، انطلاقة جديدة من الأحزاب السياسية المعارضة التي تبنت خيار التوافق حول ضرورة إخراج البلاد مما أسمته بالوضع الخطير الذي تمر به، وراحت تتفنن في تسميات مبادرات تنوعت على اختلافها دون أن تتفق هذه الأطراف على مشروع واحد جامع. حركة البناء الوطني: مبادرات الأحزاب ظاهرة صحية متحضرة خبابة: أعتقد أن ندوة مزفران للتنسيقية نجحت بكل المقاييس بالنظر إلى المشاركين عجّت الساحة السياسية مؤخرا بظهور حزمة من المبادرات أطلقتها أحزاب ومجموعات سياسية، تدعو في مجملها إلى ضرورة الإسراع في الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، فبالإضافة إلى المبادرة التي أطلقتها التنسيقية الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي، والتي تشكلت من الأحزاب الإسلامية بالإضافة إلى الأرسيدي ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، طرحت جبهة التغيير ما أسمته وثيقة التوافق الديمقراطي، دعا من خلالها عبد المجيد مناصرة، جميع الأطراف والفاعلين في الساحة السياسية إلى تبنيها بهدف منع ”الاستقطاب الإيديولوجي الحاد”، وجاءت وثيقة ”التوافق الديمقراطي” التي طرحها مناصرة في شكل ستة محاور أساسية. قطب التغيير بزعامة رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، يشتغل بدوره على مبادرة سيطرحها في المرحلة المقبلة تصب في باب ”الانفتاح على شخصيات سياسية وعلمية ودعوية، من أجل بلورة أرضية سياسية متينة تضع المبادئ والآليات التي تحكم تصور القطب لحل الأزمة السياسية في البلاد التي خلفتها الانتخابات الرئاسية”، لتعرض بعدها جبهة القوى الاشتراكية تصورها لعقد ندوة الإجماع الوطني، التي تدعو لأن تكون جامعة بين السلطة والمعارضة، حيث أبرز الحزب أن مشروعه يختلف عن باقي المبادرات الموجودة في الساحة، مشيرا إلى أن نجاح الجزائر في بناء الإجماع الوطني يتطلب استخلاص العبر من باقي التجارب الناجحة في العالم. وجاءت مؤخرا حركة البناء الوطني المعتمدة من طرف مصالح الداخلية، بمشروع تشكيل جدار وطني، لمواجهة الأخطار الكبرى التي تهدد الثوابت والاستقرار الاجتماعي. وفي هذا الإطار اعتبر ممثل جبهة العدالة والتنمية في تنسيقية الانتقال الديمقراطي، عمار خبابة، في اتصال مع ”الفجر” أن المبادرات الخمس التي أطلقتها الأحزاب السياسية تعتبر اجتهادات تصب كلها في خانة المبادرات الحسنة في سبيل تحقيق المزيد من الحريات وإخراج البلاد من الأزمة، إلا أن الإشكال، يضيف المتحدث، يقع إذا أصرت كل تشكيلة سياسية على مبادرتها وتمسكت بها مع إهمال المبادرات الأخرى، وقال إنه ”بكل تواضع أعتقد أن ندوة مزفران للتنسيقية نجحت بكل المقاييس، بالنظر إلى الشخصيات التي حضرت”. وأضاف خبابة أن الملاحظ غياب التفاعل من طرف السلطة مع مبادرات الأحزاب التي تفتقد إلى وسائل وأدوات للضغط على السلطة ودفعها إلى التفاعل مع ما تطرحه من رؤى ومبادرات سياسية، وغالبا ما تنتهي مبادراتها عند عقد ندوات صحفية أو لقاءات سياسية للإعلان عنها. من جهته، قال المسؤول الإعلامي بحركة البناء الوطني، سدارة، في اتصال مع ”الفجر”، إن ما تقوم به الأحزاب السياسية من مبادرات تعد ظاهرة صحية متحضرة، ورسالة على درجة النضج الذي بلغته الأحزاب السياسية في البلاد قصد إيجاد حلول متقاربة لحماية الجزائر.