تسبب نقص الأمطار خلال الموسم الفلاحي 2015 /2016 خسائر كبيرة لمنتجي الحبوب بالولاية، خاصة بسهل الجنوب الذي ظل لسنوات طويلة سيد القمح بلا منازع. فعلى امتداد السهل الممتد من بلدية واد الزناتي إلى غاية بلدية مخلوف جنوبا وبلدية تاملوكة غربا، تستقبلك المحاصيل الزراعية بسواد سنابل الحبوب بأنواعها الثلاث من شعير وقمح لين وقمح صلب. هذا الأخير الذي نال شهرة عالمية وبإنتاج وفير يصل في أغلب الأحيان إلى 50 قنطارا في الهكتار الواحد. إلا أن الزائر إلى السهل الجنوبي لبلدية تاملوكة هذه الأيام ينتابك شعور بأنك بأرض جرداء ظلت لسنوات مهمشة بدون زراعة، حيث وقفنا على وضع كارثي، كذلك الذي حل بالمحاصيل الزراعية بعد أن أبت السماء أن تمطر بما يكفي لسقي المحاصيل، وكذا التأخر في استلام الأسمدة، وهو الشيء الذي أدى إلى بروز خطر آخر يهدد المحاصيل الزراعية، والمتمثل في الدودة البيضاء أو”دودة الأرض”.. هذه الأخيرة أتت على إتلاف مساحات واسعة من حقول القمح والشعير بڤالمة، بعدما حولتها إلى تراب. هذه الكارثة مست مختلف المساحات المزروعة بإقليم الولاية وبدرجات متفاوتة من موقع لآخر، وهو ما وقفت عليه ”الفجر” بعدة مناطق. وقال بعض الفلاحين إنهم عثروا على الدودة البيضاء تحت التربة بالمواقع المتضررة، لكنهم يجهلون الطرق العلمية لمواجهتها في ظل الارتفاع المتواصل للحرارة و الجفاف، معتقدين أن مكافحة الدودة البيضاء في هذه المرحلة تبدو مستحيلة، خاصة في ظل عدم تدخل الجهات المعنية. وفي الوقت الذي سارع بعض الفلاحين إلى اقتناء المبيدات في محاولة لإنقاذ ما تبقى من المحاصيل ووقف عملية انتشار الحشرة المدمرة، نجت بعض المحاصيل من الكارثة. من جهتنا حاولنا الاتصال بمديرية المصالح الفلاحية للولاية لمعرفة الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل مكافحة هذه الحشرة، لكن نتمكن من ذلك. وفي انتظار تدخل الجهات المعنية يبقى الجفاف وخطر زحف الدودة البيضاء يهددان الموسم الفلاحي بولاية ڤالمة، خاصة أنها تشتهر بإنتاج أجود أنواع الحبوب.