شهد المنتوج الفلاحي بوهران لهذا الموسم تراجعا كبيرا يقدر بحوالي 20 بالمائة، خاصة على مستوى سهل "ملاتة" جنوبي الولاية، حيث تكبد الفلاحون خسائر كبيرة بسبب التهام الدودة البيضاء لأزيد من 120 هكتارا من المحاصيل الزراعية، وذلك نتيجة نقص المبيدات والأدوية اللازمة للقضاء على هذه الحشرة التي تظل تؤرق الفلاحين، الذين طالبوا بتعويضات عن الخسائر التي تكبدوها في ظل عدم تمويلهم بالمبيدات التي تنفق عليها الوزارة الملايير دون أن يتمكن جميع الفلاحين من اقتنائها. اشتكى فلاحو منطقة سهل "ملاتة" الممتد من بلدية طافراوي إلى وادي تليلات جنوبي وهران، والذي يعتبر أكبر منطقة فلاحية في الولاية ويتربع على حوالي 8 آلاف هكتار، اشتكى فلاحوه من تكبدهم خسائر كبيرة بسبب التهام الدودة البيضاء مساحة كبيرة من محاصيلهم الزراعية، حيث تراجع المنتوج الفلاحي لهذا الموسم بحوالي 20 بالمائة. وطالب هؤلاء الفلاحون بتعويضات عن خسائرهم، حيث أكد العديد منهم ل"البلاد" أن عدم استلامهم المبيدات هو السبب في انتشار هذه الحشرة، حيث إن مديرية المصالح الفلاحية تفرض شروطا تعجيزية على الفلاحين للحصول على المبيدات، وهناك معايير أخرى، حسبهم، تلعب دورا في الحصول على تلك المبيدات الضرورية، كما أن كميات كبيرة منها غالبا ما تكون غير صالحة. وطالب هؤلاء الفلاحون الوزارة الوصية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن الخسائر الكبيرة التي تكبدوها، بتعويضهم عن الخسائر. من جهته، صرح مدير المحطة الجهوية لحماية النباتات قائلا "نحن نقوم بمعالجة تلك المستثمرات الفلاحية ببلدية تليلات وطافراوي، إلا أن الانتشار الكبير لهذه الطفيليات من الدودة البيضاء جعلنا لا نتمكن من القضاء عليها بشكل نهائي". ويضيف "قمنا بتقديم المبيدات مجانا لمساعدة الفلاحين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنتاج خاصة أن الخسائر تبقى معتبرة بالنسبة للفلاح الذي لطالما انتظر حصاد ما يزرعه بعد جهد جهيد"، إلا أن التواجد الكبير للدودة بهذه المنطقة، حسب المتحدث، والتي ساعدتها في ذلك الظروف المناخية التي زادت من تكاثرها أصبحت اليوم تطرح أكثر من مشكل، خاصة أن الكثير من الفلاحين لا يتبعون الإرشادات الفلاحية. وإضافة إلى التهام الدودة البيضاء لمساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية، كان للعامل المناخي دور كبير في تراجع المردود الفلاحي للمنطقة، حيث إن تذبذب المناخ وكمية الأمطار المتساقطة لم تكن في مستوى تطلعات الفلاحين، ورغم أن المنطقة شهدت أمطارا طوفانية إلا أن ذلك حسب العديد من الفلاحين تسبب في إتلاف المحاصيل، حيث إن تساقط الأمطار لم يكن بشكل منتظم. وبخصوص السقي، يعلق فلاحو سهل "ملاتة" آمالا كبيرة على مشروع استصلاح السهل الذي تفقده الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة إلى وهران. ويهدف هذا المشروع، الذي انطلقت أشغاله في نوفمبر الماضي بغلاف مالي قدره 5.5 ملايير دج، إلى تحسين المردود الفلاحي للمنطقة بتوفير تجهيزات للسقي الفلاحي لتزويد المحيط بالمياه انطلاقا من محطة تصفية المياه المستعملة المتواجدة ببلدية الكرمة على أن يكون جاهازا في ظرف 18 شهرا.