تعتبر بلدية برج صباط الواقعة بدائرة وادي الزناتي، التي تم إنشاؤها خلال فترة الاستعمار وبالتحديد سنة 1957، من أقدم بلديات ولاية قالمة على الإطلاق ،حيث كانت تحمل اسم خنقة الصباط، وهي اليوم من أفقر بلديات الولاية، انبثقت عن التقسيم الإداري لسنة 1984، ولم يسجل بها أي تقدم في مجال التنمية، رغم أن عدد سكانها يتجاوز 12 ألف نسمة. فالعائلات القاطنة بهذه البلدية تعتمد على الفلاحة الجبلية كمصدر رزق في غياب أدنى المشاريع التنموية ما عدا مصنع الاجور الأحمر. وأبدى سكان بعض الأحياء ببلدية برج صباط غضبهم الشديد من انتشار النفايات والحفر والأوحال، جراء انسداد قنوات الصرف الصحي والانكسارات المتواصلة لقنوات مياه الشرب عبر الأزقة والأحياء، حيث وقفت ”الفجر” خلال زيارتنا الأخيرة على مدى معاناة السكان اليومية. وعبر السكان عن سخطهم جراء النقص الكبير التي تعرفه أحياء البلدية في توزيع المياه الصالحة للشرب، حيث اشتكوا من طريقة التزود التي تصل في بعض الأيام إلى مرة واحدة في الأسبوع، وفي أحسن الحالات مرتين، ما كلفهم التنقل إلى العيون العمومية الينابيع المجاورة لجلب المياه، وهم ينتظرون بشغف كبير الإسراع في تجسيد المشروع الضخم الذي سيربط حنفياتهم بسد بوهمدان.. الزائر لمقر البلدية يقف على جملة من المشاكل التي تتخبط فيها هذه البلدية الغنية بشبابها والفقيرة بمشاريعها الإنمائية، بالإضافة إلى غياب التهيئة فمعظم طرقات البلدية، في حالة يرثى لها بسبب الحفر المنتشرة على طول طرقات البلدية التي لم تشهد أي عمليات تهيئة منذ سنوات طوال، حيث تتحوّل هذه المسالك في فصل الشتاء إلى مجمع للبرك المائية والأوحال، وتصبح مصدرا لتناثر الغبار صيفا، وفي ذات السياق قال أحد المواطنين إنهم باتوا يتفادون فتح شبابيك منازلهم بسبب الغبار. نقص الإنارة العمومية والريفية وبطالة خانقة الكهرباء الريفية والإنارة العمومية كانت هي كذلك من بين انشغالات السكان، حيث أكد لنا الأهالي أن معظم التجمعات السكنية والمشاتي التابعة لبلدية برج صباط تفتقر للإنارة العمومية، فغالبيتها تعيش في ظلام على غرار رأس العيون، اللوزات، عيون دهان، حي فاطمة الزهراء، حمود ولربعاء بني امجالد، وغيرها من المشاتي الأخرى، وهو العامل الذي جعل السكان يتخوفون من حدوث الاعتداءات وعمليات السرقة بالليل في حق ممتلكاتهم، خاصة أن معظمهم يشتغل بالفلاحة وتربية المواشي، لذلك يطالب سكان هذه المشاتي السلطات المحلية بضرورة الإسراع في إيصال الإنارة العمومية إلى مناطقهم وربط المناطق الريفية بالإنارة الريفية تفاديا لحدوث عمليات سرقة. وعلى غرار باقي شباب البلديات الأخرى، عبر العديد من شباب بلدية برج صباط ومشاتيها عن غياب كلي لفرص العمل بالمنطقة، ناهيك عن عقود ما قبل التشغيل والتشغيل بكل المؤسسات الموجودة. مقاه عامرة بالشباب بدون عمل، هاجس لمسناه لدي الكثير من الشباب الذين التقينا بهم وصرحوا أنهم يعيشون في جحيم ويفضلون الرحيل دون رجعة إلى الولايات المجاورة من أجل البحث عن فرص عمل هناك. رئيس البلدية : ”نحن نعمل على تلبية مطالب السكان حسب الإمكانيات المتاحة” من جهته، أكد لنا رئيس البلدية، صويلح عبد الحميد، أن مشاكل البلدية كبيرة وقديمة قدم البلدية ذاتها، لكننا نعمل على الاهتمام بانشغالات السكان بناء على الاولويات، وحسب الإمكانيات المتاحة، مؤكدا أن مشكل المياه الصالحة للشرب سوف يحل نهائيا مع ربط البلدية بقناة من سد بوهمدان، بعدما كانت البلدية مربوطة بقناة عين أركو بتاملوكة والتي لم تكن كافية لتزويد المنطقة على مدار الأسبوع، أما فيما يخص فك العزلة، فقد أكد رئيس البلدية أن بلدية برج الصباط قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال رغم كبر مساحتها فهي تعد ثاني أكبر بلدية بعد بلدية تاملوكة، وقد سجلت خلال السنة الجارية عدة مشاريع تخص الماء والتهيئة والتطهير.