تزداد وضعية الطريق المؤدي إلى مستشفى منتوري بشير بالميلية، 60 كلم شرقي الولاية جيجل، سوءا يوما بعد يوم بفعل كثرة الحفر العميقة، حيث صار من الصعب على المواطنين اجتيازه بالنظر لمئات زائري مرضاهم يوميا، ناهيك عن استقبال مصالح المؤسسة الاستشفائية لعدد كبير من مواطني الجهة الشرقية للولاية، وكذا ولايات مجاورة على غرار سكيكدة وميلة. أكد مواطنون زاروا مستشفى منتوري بشير بالميلية ل”الفجر”، أن وضعية الطريق المؤدي إلى المؤسسة الإستشفائية المذكورة لا تبعث على الإرتياح، إذ لم يتحرك المسؤولون السابقون لإصلاحه وتعبيده أو إعادة تهيئته من جديد، فمن العيب والعار - كما قيل لنا - أن تبقى سيارات ومركبات المواطنين حبيسة ظروف قاسية لطريق يصعب اجتيازه بسبب كثرة الحفر العميقة وضيقه، حيث يتسع عرضه إلى حوالي ثلاثة أمتار فقط بعد أن حفرت جرافة مقاول الجزء الأخر من الطريق مند أشهر، ولم يستكمل المقاول المذكور أشغاله وتوقف نهائيا عن العمل لأسباب يجهلها زوار المستشفى، لتبقى معاناة المواطنين قائمة ومتواصلة. وقال مواطنون إنهم يئسوا من هذا الوضع ولم يفهموا عدم تحرك السلطات المحلية، خاصة أنهم على علم بحال الطريق الذي صار صالحا لكل شيء عدا لسير المركبات، والطامة الكبرى أن المستشفى المذكور لا يتوفر على موقف لسيارات الزوار، إذ لا يسمح إلا لسيارات عمال المؤسسة الاستشفائية فقط بالدخول، وهنا تبرز مسؤولية مدير المستشفى الذي عليه أن يجد حلا لركن سيارات زوار المستشفى. وحتى الأرضيات المتواجدة بمحاذاة المستشفى غير مهيئة وضيقة وتعاني من انجرافها وكثرة الحفر بها، إذ يصعب على المواطنين إيقاف سياراتهم بها. ولهذا تزداد معاناة المواطنين خاصة في الفترة بين 13 و15 سا مساء المخصصة لزيارة المرضى بالمستشفى المذكور، إذ أصبح كثير من المواطنين يركنون سياراتهم بعيدا عن المستشفى تجنبا للمعاناة ويفضلون المشيء على الأقدام بالرغم من معاناة بعض الفئات كالشيوخ والعجزة. وناشد زوار مستشفى منتوري بشير الذين تحدثنا إليهم، والي الولاية، التدخل شخصيا لمعالجة هذه المعضلة من خلال إلزام كل من له صلة بالمشكلة بالتحرك العاجل لحساسية الموضوع لكونه يتعلق بصحة المواطن، وهذا بإرغام المقاول على استكمال مشروع تهيئة الطريق المتوقف مند مدة وتهيئة المساحات المجاورة للمستشفى وتحويلها إلى مواقف للسيارات وحتى حافلات النقل العمومي، التي يعاني أصحابها من التغيير المتواصل في قطع غيار حافلاتهم ويشتغلون في ظروف قاسية، وكثير ما أدى هذا الإختناق المرور في ضواحي المستشفى إلى ملاسنات وخصومات وعراكات بين المواطنين القادمين من مختلف البلديات رئيس البلدية يكشف: ”شبكة الألياف البصرية وانكسار قناة للمياه وراء تعطل المشروع” ومن أجل توضيح الأمر لمواطني الميلية اتصلت ”الفجر” برئيس البلدية الجديد مريزق بوالعيد، وسألته عن تدهور طريق المستشفى وتأخر المقاول في توسيعه، حيث أكد لنا أن إدارة البلدية أكثر قلقا من المواطنين بالنظر لحيوية المرفق الصحي وأهميته، حيث يقصده المرضى والزوار من مختلف أنحاء الجهة الشرقية ومن بعض بلديات الولايات المجاورة. وفي هذا السياق اعترف رئيس البلدية ببطء وتيرة أشغال المقاول الذي أسندت له مهمة توسيع الطريق رغم أن مدة الإنجاز تبلغ 15 شهرا كاملا، وفي هذه الوجهة قال:”أنا أحمل المسؤولية للمسؤولين الذين منحوه الصفقة، كيف بطريق لا يتجاوز طوله 500 متر ينجز في هذه المدة الطويلة رغم أن ذات المقاول الذي فاز بعدة مشاريع بإمكانه أن يشيده في ظرف لا يتعدى شهرين”. غير أن المسؤول رقم واحد ببلدية الميلية اعترف بوجود عراقيل أخرى أثرت على وتيرة أشغال المقاول، من ذلك الذي كان مطروحا وهو مرور شبكة الألياف البصرية تحت سطح الطريق، إذ أن تغيير مسارها يتطلب أموالا إضافية لمؤسسة اتصالات الجزائر، وهو ما تحقق، غير أن انكسار قناة الماء الشروب التي تزود الحي المجاور للمستشفى قد أوقفت المشروع من جديد، وهو مشكل طارئ ولم يكن في الحسبان، وقد قامت ادارة البلدية بجهود ومساعي لدى الجهات المعنية من أجل إصلاح القناة. وقد طمأن ”المير” المواطنين بشكل عام بأن ذات المشروع الذي يتعدى غلافه المالي مليار ونصف سيتم بطريقة متقنة بعيد عن سياسة البريكولاج، وسيكون مزدوجا إلى غاية مدخل المستشفى، كما سيدعم بالإنارة العمومية لأجل تسهيل تنقل قاصديه وزواره.