خصص أمس وزراء خارجية دول أوروبية والولايات المتحدةالأمريكية ودول الجوار الليبي، اجتماعا مشتركا في فيننا، لمناقشة الأزمة الليبية وبشكل خاص الملف الأمني، بعد التقدم الأخير لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق سيطرة حكومة الوفاق الوطني. وحظيت الجزائر بمشاركة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، في الندوة الوزارية حول ليبيا التي تهدف ”لتعزيز جهود إحلال الاستقرار في هذا البلد”، مع تركيزها على الجانب السياسي لحل الأزمة بعيدا عن الأيادي الخارجية التي تسعى لاستغلال تحرك تنيظمي ”داعش” و”بوكوحرام” الإرهابيين للتدخل عسكريا في الجارة الشرقية، فوفق ما ذكرت وزارة الشؤون الخارجية فإن الجزائر ومنذ نشوب الأزمة في ليبيا البلد الجار، ما انفكت تدعم بشدة المسار السياسي الذي بادرت به الأممالمتحدة، واحتضنت في هذا الإطار بطلب من الهيئة الأممية والأطراف الليبية، عدة لقاءات مباشرة بين الأحزاب السياسية والنشطاء السياسيين من أجل ”تقريب الروئ بين الفاعلين الليبيين وتشجيع التوصل إلى حل بواسطة الحوار الشامل والمصالحة الوطنية”. وكان مساهل قد أجرى يوم 20 أفريل 2016، زيارة إلى طرابلس، حيث تحادث مع رئيس المجلس الرئاسي وأعضائه، وجدد بالمناسبة دعم الجزائر المطلق لجهود المجلس الرئاسي لصالح عودة السلم والأمن والاستقرار في هذا البلد. من جانبها كشفت وزارة الخارجية الإيطالية، النقاب عن أن الاجتماع الوزاري الدولي في العاصمة النمساوية فيينّا، شهد تأييدا من المجتمعين، للقرارات التي اتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأممالمتحدة برئاسة فائز السراج، المتعلقة بتشكيل حرس رئاسي وتشكيل وحدة قيادية عملية مشترَكة لمحاربة تنظيم داعِش الإرهابي على الأراضي الليبية. وقالت الخارجية الإيطالية في بيان نشرته أمس، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، إن الاجتماع الذي خصص لبحث الوضع في ليبيا يُعتبَر استكمالاً لاجتماع روما الذي عُقِد في العاصمة الإيطالية روما نهاية العام الماضي، وأشارت إلى أن ما وصفته بالنتائج الإيجابية لهذا الاجتماع كانت حاسمة بالنسبة للتوقيع على الاتفاق السياسي الليبي 17 ديسمبر 2015، والموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2259، وبالتالي على دخول السرّاج والمجلس الرئاسي لحكومته إلى العاصمة الليبية طرابلس في 30 مارس الماضي. واعتبر البيان أن وحدة ليبيا واستقرار الأوضاع فيها، تبقى هدفاً أولوياً بالنسبة لإيطاليا، لافتاً إلى أن اجتماع فيينا اليوم، يتم بدعوة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، اللذَين يشتركان في ترأّسه.