* بن غبريط تتخذ إجراءات سرية للإيقاع بمسربي المواضيع أو التشويش على الامتحانات وجهت أمس وزيرة التربية الوطنية وعشية انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط والتي يجتازها نحو 560 ألف تلميذ تعليمات استثنائية لمدراء المراكز لرفع شدة الحراسة على التلاميذ وحتى الأساتذة لمنع أي تسريبات للمواضيع أو نشرها على ”الفايس بوك” بالهواتف النقالة، هذا فيما جنّدت فرق خاصة ل”الدرك” ليبقو يقضين للإطاحة بكل من يحاول التشويش على الامتحان عبر وسائل الاتصال الحديثة، مع اتخاذ إجراءات استثنائية اعتبرتها المسؤولة الأولى عن القطاع أنها ”سرية”. قد حددت وزارة التربية الوطنية متوسطة الشهيد عربية أحمد بقمار ولاية الوادي من أجل إعطاء إشارة انطلاق امتحانات ”البيام”، والمثير للانتباه هو عدم إعلام مسؤولي هذه المؤسسة إلا قبل 24 ساعة من انطلاق هذا الامتحان، ما جعل السلطات المحلية ورئيس الدائرة ومديرية التربية في حالة طوارئ وحالة رعب من الفشل في إنجاح العملية وفق مصادر مطلعة ل”الفجر” والتي نقلت أن وفد من مديرية التربية للواد تنقل أول أمس إلى المتوسطة وأعطى تعليمات مكثفة بتحضير كل شيء في 24 ساعة. وفور ذلك تم تجنيد العمال المهنيين الذين منعوا من أي راحة من أجل تنظيف كل المؤسسة والطرق المقابلة وتنظيف الشوارع بالدائرة تحسبا لحلول وزيرة التربية، وتم إرفاق العملية بإنزال أعوان الشرطة لتعزيز الأمن. في المقابل ينتظر أن يجتاز اليوم أزيد من 560 ألف تلميذ في السنة الرابعة متوسط امتحان شهادة البيام دورة ماي 2016 على مدار ثلاثة أيام متتالية، تحت مراقبة شديدة فرضتها وزارة التربية بالتنسيق مع قيادة الدرك الوطني ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام، تفاديا لتكرار سيناريو الغش وترسيب المواضيع باستعمال تقنية الجيل الثالث مثلما حدث خلال امتحان السنة الماضية. وأعطت أمس وزارة التربية تعليمات صارمة لمنع التلاميذ من الاستعانة بتقنية الجيل الثالث والهواتف الذكية في نشر أسئلة الامتحان فيما بينهم في الوقت الذي استعانت بمصالح الدرك الوطني لفضح كل من يحاول التشويش على التلاميذ في امتحان ”السنكيام”، محذرة في ذات الإطار أي أطراف قد تنشر مواضيع الامتحانات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت أن أصحابها ستسلط بشأنهم عقوبات، وهذا على خلفية إشاعات حول تسريب تسريب مواضيع امتحان نهاية الطور الإبتدائي الذي جرى أول أمس عبر مختلف مناطق الوطن والذي نفته قطعيات الوزيرة. وأوضحت بن غبريط في تصريح للصحافة في ختام زيارتها إلى ولاية إليزي، حيث أشرفت على انطلاق هذا الامتحان، أن مواضيع الامتحان لم يتم تسريبها مثلما تناقلته بعض المواقع الإعلامية، بل كل ما في الأمر مثلما أوضحت أن موضوع اللغة العربية ”تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد مرور حوالي ساعة من انطلاق الإمتحان”، معتبرة أن ”عملية النشر على هذه المواقع تمت من طرف أشخاص بالغين وليس من قبل المترشحين الذين هم أطفال في سن العاشرة”. ولمواجهة هذه الحالات التي يهدف أصحابها كما قالت إلى ”التشويش” على الامتحانات الرسمية، ستلجأ الوزارة إلى ”منع إدخال الهاتف النقال إلى الأقسام ليس فقط على المترشحين ولكن أيضا على المؤطرين للعملية من أساتذة وحراس وإداريين في امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا”. وتأتي هذه الإجراءات لمنع تكرار مهازل التسريبات لمواضيع الامتحانات الرسمية التي برزت العام الماضي في امتحانات شهادة التعليم المتوسط، وبشكل مكثف بعد أن روّجت ليلة الامتحان أطراف مجهولة مواضيع مزيفة ومغلوطة لأغلبية المواد الممتحن فيها، وهذا قبل أن يفعل 3 جي فعلته في صبيحة الامتحان، مرة وعلى ذات سيناريو باك دورة 2015، من خلال تسريب مواضيع من قاعات الامتحانات بدقائق من توزيع الأسئلة، حيث سرعان ما انطلقت أولى دقائق امتحان مادة اللغة العربية، اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات بعض الأطراف على أنهم تلاميذ يمتحنون ”البيام” أين طالبوا بالمساعدة في حل موضوع مادة العربية الذي نشر قبل مرور نصف ساعة من الامتحان، بالقول ”أرجوا الحل بسرعة”، لتنتقل بذلك عدوى ”الباك” إلى امتحان ”البيام”، بعد ظهور فضائح تداول الأسئلة وإجاباتها ما بين التلاميذ على فايسبوك، حيث تم استغلال ”3 جي”. للإشارة أن وزيرة التربية الوطنية وبعد إعطاء إشارة انطلاق امتحان ”البيام” من الواد صبيحة اليوم، تنتقل إلى ولاية عنابة من أجل إعطاء إشارة الامتحان الخاص بالظهيرة.