تراهن الشركات التي تمتلك أصولا في الجزائر على نجاح اجتماع سبتمبر المقبل وتحرك المنتجين في اتجاه السيطرة على وفرة المعروض النفطي، ما يدفع بالأسعار إلى الارتفاع، لتأتي توقعات البنك الأمريكي "مرغان ستانلي" معاكسة لآمالهم حيث رجح عودة تراجع الأسعار. توقع فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أول أمس، أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط خاصة إذا نجح المنتجون خلال اجتماعهم في الجزائر في التوافق حول قضية تجميد الإنتاج عند المستويات المرتفعة الحالية. وأشار ديبيش إلى أن ارتفاع الأسعار سيدعم بقوة الاقتصاد الجزائري، كما أنه سينعكس إيجابيا على الاستثمارات. وفي ذات الإطار، أكد مختصون "إن آمالا واسعة تسيطر على الأسواق في النجاح في إمرار اتفاق تجميد الإنتاج بين دول منظمة أوبك وكبار المنتجين من خارجها، وهو الملف الذي شهد كثيرا من التعثر على مدى الشهور الماضية، إلا أن وصول كبار المنتجين إلى الطاقة الإنتاجية القصوى اعتبره المختصون مؤشرا على إمكانية إبرام الاتفاق بسهولة". كما أكد سبنسر دال، كبير الاقتصاديين في شركة بريتيش بتروليوم "بي بي"، لجريدة "الاقتصادية" السعودية، أن قوة الطلب على النفط تزداد بشكل متواصل وأكثر وضوحا في الوقود والمنتجات المكررة التي شهدت ارتفاعا في الاستهلاك، ولا سيما البنزين، لتؤكد من جانبها إيريكا ماندرفينو، مدير العلاقات العامة في عملاق الطاقة الإيطالي "إينى"، إن السوق ما زالت تواجه حالة من عدم الاستقرار وزيادة التحديات والصعوبات الإنتاجية والاستثمارية، مشيرة إلى أنه من المتوقع ألا تتجاوز النفقات الرأسمالية في مشروعات المنبع نحو 450 مليار دولار خلال العام الجاري، في حين تقدر وكالة الطاقة الدولية الحاجة إلى نفقات تبلغ 600 مليار دولار للتعويض فقط عن نضوب الإنتاج العالمي، الذي يتراوح حول 5 في المائة سنويا. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في نهاية التعاملات الأسبوع الماضي، حيث سجل الخام الأمريكي أكبر مكسب أسبوعي له منذ مارس بعدما قفز بنحو 25 في المائة خلال نحو أسبوعين في موجة صعود يرى المحللون أن العوامل الأساسية في السوق لا تبررها. وارتفعت أسعار الخام بنحو عشرة دولارات منذ مطلع الشهر الجاري بفعل تكهنات بأن السعودية وأعضاء آخرين من البارزين في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" سيتوصلون الشهر المقبل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج مع الدول غير الأعضاء في المنظمة بقيادة روسيا. وبالمقابل، قال رئيس أبحاث سلع الطاقة لدى بنك "مورغان ستانلي" آدم لونجسون، أول أمس، إن أسعار النفط قد تصبح أكثر تقلباً قبيل انعقاد الاجتماع غير الرسمي للبلدان الأعضاء في منظمة "أوبك" في الجزائر خلال الشهر القادم، مضيفا إن سوق النفط يعامل المنظمة باعتبارها البنك المركزي له حيث يمكنها تحريك الأسعار، وأشار الخبير إلى أن طول الفترة حتى انعقاد الاجتماع (أكثر من شهر)، قد يفقد الأسواق الاهتمام بالتكهنات حول الوصول إلى اتفاق بشأن تحقيق الاستقرار. وعلى الرغم من أن الكثيرين يتوقعون احتمال التوصل لاتفاق حول تجميد الإنتاج، فإن لونجسون يستبعد ذلك بقوة، مؤكداً أن هناك رياحاً معاكسة وتحديات لوجيستية تواجه التوصل لمثل هذا الاتفاق.