تزوير التأشيرات ليست الطريقة الأسهل للاحتيال على الحالمين ببلوغ أوروبا، فشبكات الهجرة السرية عبر البحر حققت ثروة في الاستثمار في حاجة شباب فقد الأمل في العيش ببلاده ولم يجد غير المغامرة بحياته بركوب البحر على زوارق، احتمال الموت فيها أكبر من النجاة، مقابل ملايين السنتيمات. ويبقى وراء هذا الطموح المعلق في قلوب شبان جزائرييين عدة أسباب، ولكن النتائج رغم تعددها تبقى وخيمة.. إما الموت غرقا أو التوقيف على يد شرطة السواحل في الدول الأوروبية، وتارة أخرى يقعون ضحايا نصب فيفقدون حلم الهجرة و الأموال التي دفعوها لقاء ذلك على حد سواء. هذه بعض الحالات التي شهدتها المحاكم الجزائرية على مدار عدة سنوات، والتي توضح عن كثب كيفية النصب على شبان جزائريين وبيعهم وهم السفر للخارج تارة، وتارة أخرى تكون حقيقة ولكن وقوف الشرطة لهم بالمرصاد حال دون تمكنهم من الهجرة السرية، أو كما هو معروف عند العام والخاص ب”الحرڤة”.. بحّار متقاعد وموظف بالميناء متابعون بتهريب ”الحراڤة” مقابل 4500 أورو مثلت بمحكمة بئرمرادرايس عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص، من بينهم بحري سابق وموظف في ميناء الجزائر بالإضافة إلى شاب في العشرينيات من العمر. هذه العصابة التي توبعت بتكوين جمعية أشرار و التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية، بالإضافة إلى تهريب المهاجرين غير الشرعيين على متن الباخرات المخصصة لنقل السلع بميناء الجزائر. تعود ملابسات هذه القضية إلى شهر جويلية من السنة الماضية، أين تم القبض على شاب في العشرينيات من العمر، هذا الأخير الذي توبع في ملفين متفرقين، أولهما مُعنون بالخيانة بالزوجية بمعية شريكته في الجريمة، لتتم متابعته بالسرقة في ملف آخر نتيجة استلامه مبلغا ماليا معتبرا من عشيقته بعد أن استوليا على مجوهرات قدرت بالملايين من بيت مستخدميها. لتجر هذا الشاب معها في قضية السرقة، والذي اعترف أنه خصص مبلغ 85 مليون سنتيم لدفع تكلفة رحلة بحرية سرية. وبتسلسل الاعترافات التي فاجأ بها هذا الشاب قاضي التحقيق، أين صرح له بأنه خصص المبلغ السالف ذكره من أجل هجرة سرية نحو الخارج بعد أن أُقفلت في وجهه محاولاته المتمثلة في الاستفادة من تأشيرة للسفر لأوروبا، أين استعان ببحار متقاعد قام بتعريفه بأحد الموظفين العاملين بميناء الجزائر، الذي وعده بأخذه خلسة في أحد الباخرات المخصصة لنقل السلع بميناء الجزائر. وبعد مباشرة العدالة التحقيق لمعرفة مدى صدق أقواله، وبعد عمليات تفتيش واسعة تم العثور على 11 شارة للدخول لميناء الجزائر، 8 نها مملوءة ببيانات رسمية لعدة أشخاص، أما 3 بطاقات المتبقية فكانت خالية من أي بيانات، حيث صرح ”الحراڤ” بأنه بناء على اتصال أحد أقاربه بالبحار من أجل توفير وساطة له للاستفادة من تربص في المدرسة المتخصصة في الملاحة البحرية من أجل تكوينه في هذا المجال، الذي قام بإرساله لموظف بميناء الجزائر، هذا الأخير طلب منه - حسب تصريحاته - بدفع مبلغ 500 أورو كدفعة مسبقة، بالإضافة إلى صورتين شمسيتين ورخصة سياقته للاستفادة من هذا الدفتر في أقرب الآجال بغرض ركوب إحدى الباخرتين المتوجهتين نحو ألمانيا وبلجيكا، وذلك بعد دفع بقية المبلغ المقدرة قيمته ب4500 أورو. هذه الخطة التي استعملت من أجل تسهيل مهمة تهريب هذا الشاب نحو الخارج لدى خروج البواخر. ليلتمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة سنتين حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة نافذة للبحار المتقاعد، و5 سنوات حبسا نافذا و300 ألف دينار غرامة نافذة لكل من ”الحراڤ” والموظف في ميناء الجزائر والمتواجدين رهن الحبس المؤقت. شبكة تحول شبانا جزائريين إلى رقيق البحر وكانت مصالح أمن دائرة الغزوات قد شرعت في التحقيق في أمر شبكة تهرّب البشر بحرا نحو أوروبا، يترأسها شيخ في الستين من العمر ينحدر من ناحية الغزوات، يسمى ”ع. أحمد”، المعروف بالمنطقة باسم ”الحاج طايوان”. وتبيَّن أن هذه الشبكة تستعمل سفن الصيد البحري في تهريب البشر نحو الضفة الأخرى، والتي قد تكون لها علاقة بتهريب المواد الممنوعة. واكتشِفت الشبكة إثر ”فاكس ” تلقته مصالح أمن دائرة الغزوات من نظيرتها الإسبانية التي تمكنت من توقيف سفينة لصيد السمك على متنها 22 حراڤا. وبينت التحقيقات أن السفينة أقلعت من ميناء الغزوات وهي تستعمل في صيد السمك الأبيض بأعالي البحار وتعود ملكيتها لشخص من الجزائر العاصمة، كما تكللت التحقيقات التي فتحتها مصالح الأمن الإسباني بالوصول إلى شبكة لتهريب البشر تنشط بمنطقة الغزوات تستعمل سفن الصيد التي تصطاد في المياه الإقليمية لتهريب البشر. كما تمكنت من تحديد هوية رأس العصابة، وهو شيخ في العقد السادس من العمر المعروف محليا ب ”الحاج طايوان”، والذي بينت التحقيقات أنه سافر إلى أوروبا جوا لاستقبال الحراڤة بإسبانيا، غير أن مصالح الأمن الإسباني قد أوقفتهم بمجرد دخول المياه الإقليمية الإسبانية، ومن شأن هذه التحقيقات أن تصل إلى باقي عناصر الشبكة. وللتذكير، فإن مصالح أمن تلمسان قد سجلت السنة الماضية 6 قضايا تخص الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر، أوقف خلالها 26 شخصا أودع 4 منهم الحبس المؤقت. عصابة دولية تهرّب ”حراڤة” جزائريين إلى أوروبا عبر تركيا تفتح محكمة جنايات العاصمة في دورتها الجنائية المقبلة، قضية مذكور فيها خمسة متهمين يقطنون بولايتي الشلفوتلمسان، والذين تورطوا ضمن شبكة دولية تقوم بتهريب الحراڤة إلى أوروبا عبر تركيا، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وبالتواطؤ مع أشخاص غادروا الجزائر بالطريقة نفسها. تعود وقائع الملف إلى تاريخ 17/ 06/ 2010، بعد ما ألقت مصالح الأمن بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية بعد ورود معلومات، القبض على ثلاثة أشخاص (موظفيْن، وسائق أجرة) كانوا على متن سيارة ”رونو كليو”، ببلدية بن عكنون بالقرب من المعهد التقني للمالية والمحاسبة، وعثرت بالمقاعد الخلفية للسيارة على حقيبة تحوي 31 جواز سفر جزائري، تعود لجزائريين مقيمين بولاية الشلف، مع ضبط ستة هواتف نقالة. وكشفت التحريات أن جوازات السفر سلمها جزائري يتواجد بتركيا، لشخص من ولاية تلمسان بغرض إدخالها للجزائر مقابل مليون سنتيم، ثم تسلمها المتهمون الموقوفون داخل مطار هواري بومدين داخل حقيبة، والجوازات تخص أشخاصا يتواجدون بأوروبا بطريقة غير شرعية، كان المتهمون سيسلمونها لذويهم لإعادة استعمالها في الحرڤة مقابل مبلغ 5 ملايين سنتيم. وعليه واجه الموقوفون جناية تكوين جمعية أشرار، للإعداد لجناية تهريب المهاجرين. وقد سبق محاكمتهم، لكن القضية عادت بعد قبول المحكمة العليا الطعن بالنقض في الأحكام الصادرة في حقهم.. أحد عناصر شبكة للهجرة السرية ينصب على 20 شابا جزائريا 20 شابا ينحدرون من ولايات بالغرب الجزائري والعاصمة، وقعوا ضحايا نصب من قبل أحد عناصر شبكة للهجرة السرية تنشط في وهران. وكشف ضحايا شبكة الهجرة السرية أنهم قدموا من ولايات مختلفة بعد أن ضرب لهم شخص موعدا في ولاية وهران من أجل مساعدتهم على ”الحرڤة”، ومنحوه مبالغ مالية تراوحت بين 4،7 ملايين سنتيم، على أساس تنظيم لهم هجرة سرية في أقرب الآجال، غير أنه اختفى عن الأنظار بعد أن سلموه أموالهم.