كشف الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن الأعمال التحضيرية لقمة الجزائر لم تشر إلى أي خلافات واضحة في مواقف المنتجين حتى الآن، بل إن هناك إجماعا على ضرورة دعم استقرار السوق، وهو ما أكده وزير الطاقة بوطرفة واعتبره نقطة إيجابية ورسالة طمأنة للسوق بخصوص الفترة المقبلة. وأشار ديبيش إلى أن الاتجاه التفاؤلي يغلب على السوق قبل الاجتماع ما يرفع سقف الطموحات في الوصول إلى إجراءات جديدة وفعالة لدعم تعافي السوق وتوازنه، منوها إلى أن أغلب المنتجين يدخلون إلى الاجتماع وقد وصلوا إلى مستويات قياسية في الإنتاج والتصدير، وهو ما يعزز فرص التوافق حول الحاجة في المرحلة الحالية إلى التهدئة في المنافسة ودعم نمو الأسعار من أجل انعاش الصناعة وزيادة الاستثمارات. ويعتقد ديبيش أن المنتجين في اجتماع الجزائر قد لا يسمحون بتكرار الاخفاقات السابقة التي حدثت في الدوحة، ورغم أن إيران لم تصل بعد إلى هدفها، وهو إنتاج أربعة ملايين برميل يوميا وهو مستوى إنتاجها قبل فرض العقوبات الاقتصادية، إلا أنها حتى الآن تصدر إشارات إيجابية عن دعمها لتوازن واستقرار السوق وربما تواجه ضغوطا أكبر من بقية المنتجين بهدف منعها من عرقلة التوافق والعمل الجماعى للمنتجين. من جانبه، قال لموقع ”الاقتصادية” السعودي، ألفونس كاتر أستاذ تكنولوجيا الطاقة بجامعة هامبورج الألمانية، إن الاتفاق السعودي الروسى الأخير لا شك أنه تطور جيدا في علاقات التعاون بين كبار المنتجين وتأثيراته ستتضح أكثر مع مرور الوقت، ومن المتوقع أن يكون له دور في تحقيق الاستقرار المنشود في السوق والغائب منذ أكثر من عامين. واتفقت السعودية أكبر منتج للنفط في ”أوبك” وروسيا أكبر منتج للخام خارج المنظمة الإثنين الماضي على التعاون في أسواق النفط العالمية، وقالتا ”إنهما لن تتخذا إجراء فوريا، لكن قد تكبحان الإنتاج في المستقبل”. وأشار كاتر إلى أن الجزائر طرحت أخيرا تصورا جيدا بشأن السوق يتم من خلاله التنسيق داخل ”أوبك” وخارجها عن طريق إبرام اتفاقات منفصلة لتثبيت الإنتاج، منوها إلى أن هذا الأمر ليس موضع خلاف بين المنتجين خارج المنظمة، بل إن هناك قناعة واسعة بضرورة تطبيقه خاصة من قبل منتجي أمريكا اللاتينية. وأكد كاتر أنه في المقابل يحاول منتجو ”أوبك” احتواء الخلافات ويمكن القول أنهم في طريقهم للتوافق على قضية تثبيت الإنتاج باعتبار أن تقليص الفجوة بين العرض والطلب بات الطريق الوحيد لاستعادة التوازن في السوق. من ناحيته، أوضح أرورو تاكاهاشي مدير شركة ”طوكيو” للغاز وممثلها في فرنسا، أن ارتفاع مستوى الواردات النفطية الصينية إلى أعلى مستوى في أربعة شهور يعطي مؤشرات جيدة عن نمو الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، مشيرا إلى أن واردات الصين اقتربت من ثمانية ملايين برميل نفط يوميا في الشهر الماضي، معتبرا أن خطط تحفيز الاقتصاد الصيني تسير بخطى جيدة. وذكر تاكاهاشي أن إنتاج النفط الإيراني لم يشهد زيادة منذ ثلاثة أشهر وهذا مؤشر جيد على فرص الاستجابة لمبادرة تثبيت الإنتاج عند مناقشتها في اجتماع المنتجين بالجزائر بعد أسبوعين، مشيرا إلى أن السوق يتأثر كثيرا بمستوى المخزونات وقد حققت الأسعار مكاسب هذا الأسبوع بعد انخفاض قياسي ومفاجئ، ولكن المكاسب لم تستمر بسبب جنى الأرباح والمضاربة وبيانات أخرى تؤكد أن هبوط المخزونات نتيجة عوامل طارئة ومؤقتة.