كشف مصدر عسكري ل”الفجر”، أن وزارة الدفاع الوطني أحصت في الفترة الممتدة بين جانفي وأوت المنصرمين، أزيد من 70 إرهابيًا سلموا أنفسهم طواعية إلى قوات الأمن المختلفة من جيش ودرك وشرطة، وتم وضعهم تحت الرقابة القضائية، آخرهم سلم نفسه أول أمس، بإن أمناس بولاية إليزي. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه ”في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل جهود قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن، سلم إرهابي نفسه يوم 15 سبتمبر 2016، بالقطاع العملياتي إن أمناس، الناحية العسكرية الرابعة، في حين استرجعت مفرزة للجيش الوطني الشعبي بالأغواط، كمية من الذخيرة الحربية تقدر ب206 طلقة من مختلف العيارات”، وقال مصدر ”الفجر” أن الإرهابيين ال70 الذين سلموا أنفسهم، كانوا ينشطون في ولايات جيجل، أدرار، تمنراست، إليزي، قسنطينة، تيزي وزو، سكيكدة، بومرداس، خنشلة، برج بوعريريج، المدية، البويرة، سطيف، سيدي بلعباس، الوادي وميلة، مضيفا أن من بين هؤلاء الإرهابيين من كانوا في معاقل العمل المسلح منذ سنة 1994. وأبرز المتحدث أنه من ضمن هؤلاء الذين سلموا أنفسهم، تم إحصاء 10 نساء و12 طفلاً، مشيرا إلى تسليم أفراد عائلتين لإرهابيين أنفسهم بمنطقة جيمار بوحلوان، بولاية جيجل، شهر جويلية الماضي، وحسب ما ورد في بيان لوزارة الدفاع، فإن العائلتين تتكونان من امرأتين، وتسعة أطفال. وبلغة الأرقام، جاءت ولاية جيجل في المرتبة الأولى من حيث عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم، حيث أفاد ذات المصدر أن وزارة الدفاع الوطني لا تعتبر أفراد عائلات الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم ”إرهابيين” ولكن يتم تصنيفهم في خانة ”المغرر بهم”، مبرزا أنه تم إحصاء خلال 8 أشهر الماضية من العام الجاري، 15 طفلاً من أبناء إرهابيين، وُلدوا في الجبل، وأنه تم إرسال ملفاتهم إلى السلطات المختصة للنظر فيها. وبحسب ذات المصدر فإن السنة الجارية 2016، شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية مقارنة بالسنوات الخمس الأخيرة، متوقعا أن يرتفع العدد إلى 100 أو يزيد قبل نهاية 2016، وأرجع هذا الارتفاع إلى التضييق الكبير والضربات الموجعة التي وجهتها قوات الجيش الشعبي الوطني إلى مختلف الجماعات الإرهابية عبر كامل التراب الوطني وخاصة بالولايات الحدودية، ووفق إحصائيات وزارة الدفاع الوطني وبالتنسيق مع جهازي الدرك والأمن، تم توقيف أزيد من 300 شخص بتهمة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية عبر مختلف أنحاء البلاد، وتم القضاء على أزيد من 120 إرهابي منذ بداية العام الجاري. .. القضاء على 73 إرهابيا خلال 5 أشهر الأولى من 2016 وقد تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي من القضاء على 73 إرهابيًا، وإيقاف 111 آخرين، في الفترة بين الفاتح جانفي ونهاية ماي 2016، بحسب الحصيلة التي تضمنها عدد شهر جوان الماضي من مجلة الجيش الصادرة عن وزارة الدفاع الوطني، والتي كشفت أن قوات الجيش تمكنت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، من استرجاع ترسانة معتبرة من الأسلحة الحربية والذخيرة، تمثلت في 485 بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف، 42 بندقية رشاشة و26 مدفعًا من نوع هاون عيار 60 و81 مم و34 بندقية صيد، و25 بندقية مضخية، وكذا 16 قاذفة صواريخ ”أر بي جي 7” و723 قنبلة يدوية دفاعية وهجومية و49 مدفعًا تقليدي الصنع و79 قنبلة تقليدية الصنع وعشرات الآلاف من الطلقات من مختلف الأعيرة. .. الجيش ينجح في الإطاحة بأزيد من 20 إرهابيا خطيرا منذ بداية 2016 مصدرنا ذكر أن الجيش الشعبي الوطني تمكن خلال الفترة المذكورة آنفًا، من الإطاحة بقيادات إرهابية خطيرة كانت التحقت بالنشاط الإجرامي منذ تسعينات القرن الماضي، ومنهم قيادات في القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأخرى حاولت إعلان ولائها لتنظيم ”داعش” الإرهابي، وقدر عددهم بأزيد من 20 قياديا إرهابيا. وبحسب مراقبون فإن ”العمليات العسكرية الهامة والضخمة والناجحة التي قام بتنفيذها الجيش الشعبي الوطني هذه السنة، تؤكد أن الجزائر توصلت بعد كفاح طويل ومرير ومكلف، إلى فك شيفرة العصابات الإرهابية، وهي ماضية بخطى مدروسة نحو القضاء نهائيًا على آفة الإرهاب”، وأضافوا أن ”حصاد الجيش الوطني في سنة، أصبح الآن يتحقق في ظرف شهر واحد فقط”. وأكد المصدر أن تواصل واستمرار تسليم الإرهابيين لأنفسهم في عدة مناطق، دليل على نجاح الاستراتيجية الجديدة المنتهجة من طرف المؤسسة العسكرية، منوها بالعمل الاستخباراتي الهام الذي تقوم به قوات الجيش الشعبي الوطني والذي أتى أكله من خلال الكم الكبير من العناصر الإرهابية التي سلمت نفسها للسلطات الأمنية، ناهيك عن إجهاض الكثير من العمليات الإرهابية والقضاء على عشرات الإرهابيين والقبض عن الكثير منهم.