قال رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إنّ الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، لم تعد ترى ”إسرائيل” عدوّة، وأن تل أبيب بدورها تطمح لتطبيع العلاقات معها. ولفت نتنياهو إلى أنّ العالم العربي يغير موقفه من ”إسرائيل”، مشيرا إلى أن العديد من دول المنطقة بدأ تقر بان إسرائيل ليست عدّوة وإنما حليفة، وأن العدو المشترك هو إيران وداعش، اللذان ينبغي محاربتهما سوية، ومشيرا إلى أن اتفاقية السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر والأردن تشكل واحة من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي لا تنعم بالاستقرار. ولم يتوان نتنياهو عن التحريض على الفلسطينيين، زاعمًا أن تل أبيب هي من يريد السلام، متجاهلًا جرائم الإعدام الميداني التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني، وبناء المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطيني واتهم السلطة الفلسطينية بدعم ”الإرهاب ” وتشجيعه، عن طريق التعويضات التي تمنحها لأسر الشهداء. وقال نتنياهو مخاطبا الرئيس عباس: ”أمامك خياران يمكنك أن تواصل نشر الكراهية كما فعلت اليوم أو العمل معي”. مؤكدا أن حل النزاع مع الفلسطينيين لن يكون إلا إذا ”اعترفوا بالدولة اليهودية”، معتبراً أن المستوطنات ليست السبب الرئيسي في تعثر المفاوضات بين الطرفين. وأشار نتنياهو في تعليقه على دعوة عباس لإصدار قرار دولي ضد الاستيطان، ”السلام يمر في القدسورام الله وليس نيويورك”، مؤكدا رفضه تفكيك المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. وفي مناورة أخرى لصرف النظر عن جرائم الكيان المحتل، دعا نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى التحدث إلى الإسرائيليين في الكنيست، قائلا أنه مستعد للتحدث أمام البرلمان الفلسطيني في رام الله. وزعم نتنياهو أنّه لا يزال ملتزما بحل الدولتين وأنه لم يفقد الأمل في السلام، متناسيًا الأراضي المسلوبة لإقامة المستوطنات والقواعد العسكرية وجدار الفصل العنصري، ومشيدا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يسعى إلى تحقيق السلام. وأكد أنه يرحب بالمبادرة العربية. كما وجه نتنياهو الانتقادات إلى الأممالمتحدة معتبرا أنها أبدت انحيازا ضد إسرائيل، لكنه أشار إلى بناء بلده علاقات أكثر متانة يوما بعد يوم مع دول في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تستند إلى الخبرة الإسرائيلية في مكافحة الإرهاب وفي التكنولوجيا. يذكر أن إسرائيل حاولت مؤخرا استمالة بعض الدول الإفريقية لتأييدها لتصبح عضوا مراقبا في القمة الإفريقية، لكن هذه الدول بمجملها ترفض ذلك، ورفضت ذلك في القمة التي عقدت مؤخرا، لأن الدول الإفريقية بمجملها تقف إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة. عباس: سنحيل مشروع قرار حول الاستيطان إلى مجلس الأمن وعام 2017 سيكون عامًا لإنهاء الاحتلال وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد دعا في خطابه الذي سبق كلمة نتنياهو المجتمع الدولي إلى اعتماد العام القادم، عاماً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن ”وعد بلفور” كما دعاها إلى تصحيح ”هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية”. وقال عباس ”لقد مضى مائة عام على صدور وعد بلفور المشؤوم، الذي أعطى بموجبه البريطانيون دون وجه حق، أرض فلسطين لغير شعبها، مؤسسين بذلك لنكبة الشعب الفلسطيني، بفقدانه لأرضه ونزوحه عنها، ولم يكتفوا بذلك، فجاء الانتداب البريطاني ليترجم الوعد إلى إجراءات وسياسيات ساهمت في ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعب آمن ومطمئن في وطنه، لم يعتد على أحد ولم يشارك في حرب ضد أحد”. إلى ذلك، أشار عباس في خطابة إلى أن ”الاعتراف الفلسطيني بوجود دولة إسرائيل، الذي صدر في عام 1993 ليس اعترافاً مجانياً، وأن على إسرائيل أن تقابله باعتراف مماثل بدولة فلسطين”. وأضاف ”بدلاً من أن تعترف إسرائيل بما ارتكبته ولازالت ترتكبه من فظائع بحق شعبنا، يخرج علينا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بانتقاد لخطابنا في القمة العربية بنواكشوط، لأننا أتينا فيه على ذكر وعد بلفور”. وجدد رئيس السلطة الفلسطينية الدعوة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وقال ”أدعو لحماية شعبنا الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”. كما حذر عباس من أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ لخططها في التوسع الاستيطاني، سيقضي على ما تبقى من أمل لحل الدولتين على حدود 1967”. وأعلن أنه سيتم ”طرح مشروع قرار حول الاستيطان وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، ونحن نقوم بمشاورات مكثفة مع الدول العربية والدول الصديقة بهذا الشأن”. وأعرب عن أمله في أن لا يستخدم الخمسة الدائمون الفيتو ضد القرار، ”فالاستيطان غير شرعي جملة وتفصيلا”. كذلك قال عباس ”إن من يؤمن بحل الدولتين عليه أن يعترف بهما وليس بدولة واحدة”. في العام الفائت رفعت الأممالمتحدة علم فلسطين للمرة الأولى في مبادرة رمزية أيدتها أغلبية أعضاء الأممالمتحدة بعد انهيار مبادرة السلام الأميركية الأخيرة في 2014. وليست فلسطين عضوا كاملا في الأممالمتحدة لكنها تتمتع بصفة مراقب. وأكد عباس ”إن يدنا لا زالت ممدودة لصنع السلام” مضيفا ”إن تنكر إسرائيل لما وقعت عليه، وعدم وفائها بالتزاماتها، أدى إلى ما نحن عليه الآن حيث الجمود والطريق المسدود”. يذكر أنّ المفاوضات بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني قد توقفت في أفريل عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات.