شجبت الفصائل الفلسطينية باستنكار شديد المبادرة التي قام بها وفد وزراء الجامعة العربية، الذي قادته قطر إلى واشنطن لمقابلة وزير الخارجية جون كيري، والرامية إلى تبادل الأراضي عند رسم الحدود مع إسرائيل. وبينما أكدت حركة حماس أنها كانت تأمل ''من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان على أراضينا المحتلة، بدلا من تقديم تنازلات باسم الفلسطنيين، تساءل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش، بالقول: ''هل تحوّلت الجامعة العربية إلى مركز أبحاث أمريكي؟''، مشبها مبادرة الجامعة العربية ب ''وعد بلفور عربي لإسرائيل منبثق عن مبادرة السلام التي تقدم بها العرب في قمة بيروت عام .''2002 من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الشعب الفلسطيني ''لا ينقصه من يقدم التنازلات باسمه، ولم يكلف أحدا للحديث باسمه''. وأعابت الجبهة في بيانها الصادر، أمس، على ممثلين الدول العربية قبولهم بمبدأ تبادل الأراضي، في الوقت الذي كان من المنتظر منهم ''انتزاع موافقة الإدارة الأمريكية على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها رفض وإدانة الاستيطان، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كما قبلتها هيئة الأممالمتحدة على كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بما فيها القدس''. أما جون كيري، فبارك مبادرة السلام التي أتى بها الوفد العربي، من خلال ''تقديم ترتيب أمني للمنطقة، مع مراعاة التغييرات على أرض الواقع''، معلنا عن الاستعداد لمبادلة الأرض للتوصّل إلى ''سلام حقيقي ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين'' . وبينما قال رئيس الوزراء القطرى إن ''السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خيار استراتيجي للدول العربية''، مشددا على وجوب أن يستند إلى ''حل الدولتين على أساس حدود ,''1967 رفضت إسرائيل الانسحاب أو التفاوض على القدسالشرقية أو قطاع غزة على أساس حدود .1967 الجدير بالذكر، أن كل التيارات الفلسطينية اتفقت على رفض ما توصّل إليه ممثلو الدول العربية، معتبرين أن مبدأ تبادل الأراضي يمنح الصفة الشرعية للمستوطنات، مع العلم أن رئيس الوزراء القطرى الذي ترأس بلاده لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، صرح بإمكانية تبادل الأراضي بعد مفاوضات بين طرفي النزاع ''بما يتوافق مع الواقع''، في إشارة إلى الحفاظ على الوضع القائم وعدم المطالبة بإزالة المستوطنات الإسرائيلية المنشأة على أراضي فلسطينية واقعة تحت الاحتلال وفقا لحدود ,1967 وهو السبب الذي جعل إسرائيل ترفض التفاوض على أساس هذه الحدود، لما يرى المراقبون أنها ستجد نفسها مضطرة لإزالة العديد من قرى المستوطنات.