ليس بالضرورة أن تصنع من الرواية الناجحة فيلما جيدا، ويمكن لرواية لم تحقق نجاحا كبيرا أن تتحول لفيلم يحقق أعلى الإرادات والإجماع عند الجمهور، كما أنه ليس بالضرورة إخراج فيلم كبير ورائع بمشاركة الكثير من النجوم، حيث يمكن أن ينعكس هذا الأمر سلبا على العمل، ولكن المخرج هادي الباجوري نجح في تحويل رواية ”هبيتا” إلى عمل سينمائي رائع تصدر به شباك التذاكر لأسابيع طويلة في مصر وجمع فيه نجوما من الصف الأول. لم أكتب عن فيلم ”هيبتا” في المرة الأولى التي شاهدته فيها في إحدى قاعات السينما بمدينة الإسكندرية شهر أفريل الماضي، حيث تزامن وجودي هناك بخروج الفيلم لصالات العرض وتصدره شباك التذاكر محققا أعلى الإيرادات، ناهيك عن مشهد شدني كثيرا في سيتي سنتر بمدينة نصر وهو الإقبال الكبير على الرواية التي توشح غلافها بنجوم الفيلم، وهي طريقة جيدة للترويج اعتمدتها دار الشروق المصرية للنشر، وها أنا أشاهد الفيلم للمرة الثانية في فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي كان لابد من الوقوف أمام هذا العمل السينمائي الذي أعاد موضة جمع عدد كبير من النجوم في فيلم واحد عمرو يوسف، ماجد الكدواني، أحمد بدير، أنوشكا، كندا علوش، ونيللي كريم، ومحمد فراج، جميلة إسماعيل، هاني عادل، ياسمين رئيس، دينا الشربيني، أحمد داوود، أحمد مالك، وسلوى محمد علي، نجوم استطاعوا أن يصنعوا فيلما جيدا قصته مقتبسة من الرواية التي حققت أعلى المبيعات، حيث تصدرت قوائم مبيعات الكتب بمصر لعدة أسابيع. تدور قصة فيلم هيبتا حول الدكتور شكري مختار اختصاصي علم النفس الذي يقرر أن يقدم محاضرة أخيرة قبل رحيله عن عالمنا، ويقوم من خلالها بالإجابة عن سؤل كيف يحدث الحب، حيث يشرح خلال محاضرته المراحل السبعة للحب من خلال أربع قصص حب مختلفة تمر بكثير من المنعطفات والتقلبات. يبدأ الفيلم بمحاضرة، يشرح خلالها المحاضر نظريته حول الحب ومراحله السبع، وذلك من خلال أربعة قصص وأربع شخصيات رئيسية أسماهم ”أ” و”ب” و”ج” و”د”، وكل شخصية في مرحلة عمرية مختلفة يستعرض من خلالها خصائص علاقة الحب في هذه المرحلة. الحب قد يحدث بين الأطفال كما حدث في قصة شادي، والمراهقين كذلك بحاجة للحب خصوصا في أوقات الأزمة مثلما يحدث في قصة كريم ودينا، كما الحب لا يعرف العواقب ولا الأعراف ويمكن للمحب أن يقطع علاقته بالذي يرتبط به من أجل حبيب آخر مثل قصة رامي وعلا، أو الحب من أول نظرة مثل قصة يوسف ورؤى، كما يمكن لكل قصص الحب أن تتدمر تحت وطأة الزمن وحوادثه والتغيرات التي تحدث للشخصية، وهي المراحل التي اختزلها الفيلم. قام بالأدوار الرئيسية في الفيلم عمرو يوسف وياسمين رئيس وأحمد داوود ودينا الشربيني وأحمد مالك وجميلة عوض والرائع ماجد الكدواني في واحد من أروع أدواره حتى لو كان دورا قصيرا، إلا أن حنكته الكبيرة في المثيل وتجربته الطويلة جعلته يظهر في دور مختلف عما اعتاده عليه الجمهور، ولكنه أبدع في هذا الدور ما يعكس قدرته الكبيرة على تقمص الدور. البروز الملفت لماجد الكدواني لم يغط الأدوار الأخرى وقد أحسن كل من الممثلين الرئيسين أداء دوره، خصوصا أحمد داوود وأحمد مالك، في الأدوار الذكورية، وياسمين رئيس وجميلة عوض في الأدوار النسائية، ناهيك عن تميز الممثلة السورية كندة علوش التي تركت بصمة مميزة في الفيلم. وبعيدا عن الكاستينغ نرجع لعبقرية المخرج ومدير التصوير، من خلال المشاهد وحركة الكاميرا، لأن التصوير جاء رائعا وواحد من أهم نقاط نجاح الفيلم، فالمخرج أظهر لنا القاهرة القديمة، واعتمد على كادرات قريبة ترصد لنا وجوه الممثلين لتنقل لنا انفعالاتهم ووضعياتهم النفسية، كما أن الفيلم لم يخل من بعض الإيفيهات الخاصة بالكليبات لكون المخرج متعود على إخراج الكليبات الغنائية، فهذه التجربة انعكست إيجابا على طريقة التصوير في الفيلم.