أعلن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أمس، أنه يعتزم لقاء نظيره الروسي، ألكسندر نوفاك، في إسطنبول، لبحث ردود الفعل على اتفاق الجزائر الأخير، في وقت تدور أخبار حول غياب إيران والعراق عن الاجتماع.وقال الفالح، في كلمة خلال المنتدى الدولي للطاقة الذي تستضيفه إسطنبول في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري، ”سألتقي زميلي الوزير نوفاك في إسطنبول خلال اليومين القادمين، سنبحث ردود الفعل على ما حدث في الجزائر”. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك” بعد اجتماعها الاستثنائي في الجزائر، الشهر الماضي، أعلنت عن اتفاق أعضائها الأولي على خفض الإنتاج إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا من نحو 33.5 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي. ومن جهته، قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إنه يعتزم مقابلة الأمين العام للأوبك، محمد باركيندو، في إسطنبول، لمناقشة اتفاق أوبك الخاص بالإنتاج مع وزراء دول أخرى منتجة للنفط. واعتبر نوفاك أن المباحثات التي ستجري في إسطنبول ”خطوة مهمة” أخرى في طريق التوصل إلى اتفاقيات حول فرض قيود على إنتاج النفط. وأضاف: ”كان من المخطط في البداية إجراء مباحثات مع الدول المشاركة في مؤتمر إسطنبول، وسنجري عددا من اللقاءات الثنائية مع وزراء دول أوبك لمناقشة التدابير المشتركة، إنها خطوة مهمة أخرى في طريق التوصل إلى اتفاقيات بشأن فرض قيود على حجم الإنتاج، نحن ننطلق من تحقيق الشروط الأساسية للتوصل إلى هذا الاتفاق خلال اجتماع أوبك في نوفمبر المقبل”. وبين وزراء الطاقة الآخرين الذين سيحضرون المؤتمر، الإمارات العربية المتحدةوالجزائر وفنزويلا وقطر التي ترأس أوبك حاليا. وقالت مصادر إنه من غير المتوقع اتخاذ قرار في إسطنبول، لكن الاجتماع سيكون فرصة للمسؤولين لمناقشة الخطوة التالية بعد اجتماع عقد في الجزائر الأسبوع الماضي. واتفقت أوبك في اجتماع غير رسمي في الجزائر 28 سبتمبر الماضي على تخفيض إنتاج الخام، بينما سيتم اتخاذ القرار النهائي في الاجتماع الرسمي للمنظمة المقرر في 30 نوفمبر المقبل في فيينا.ويشارك وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، في مؤتمر إسطنبول الذي يعقد تحت شعار تبني ”حدود جديدة”، إلى جانب وفد يضم مسؤولين كبارا في قطاع الطاقة، من بينهم أمين معزوزي الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك، والرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتسويق الغاز والكهرباء سونلغاز مصطفى قيتوني.ومن المتوقع أن يدشن مؤتمر إسطنبول حوارا بين وزراء الطاقة وقادة عالم الأعمال والمالية والجامعات، حيث سيناقشون في جلسات عامة وخاصة مختلف الخيارات للنظام من أجل توزيع دائم للطاقة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي. ويعد المؤتمر العالمي للطاقة هو الحدث العالمي الأبرز لمجلس الطاقة العالمي وأول منتدى عالمي للطاقة يهدف إلى تعريف المشاركين أكثر بالرهانات والحلول ضمن آفاق عالمية. ومن جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن وزيري النفط الإيراني والعراقي لن يشاركا في المحادثات غير الرسمية بين منتجي النفط من داخل ”أوبك” وخارجها، التي تجري في تركيا اعتبارا من الأحد 9أكتوبر الجاري. وقال مصدر في ”أوبك” لرويترز، إنه من المتوقع أن يشهد اجتماع اسطنبول لقاءات ثنائية، بدلا من اجتماع واحد يضم الدول المنتجة من داخل المنظمة وخارجها، مستبعدا اتخاذ أي قرار. وأشار وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، إلى الاجتماع غير الرسمي بين منظمة الدول المصدر للنفط (أوبك) والدول المنتجة الأخرى على هامش انعقاد المؤتمر العالمي للطاقة في إسطنبول، قائلا إن الأمور أصبحت الآن سهلة وممكنة للوصول إلى اتفاقيات بما أن دول أوبك اتفقت خلال اجتماع الجزائر ولديها إرادة مشتركة للذهاب نحو استقرار السوق.ولم يستبعد الوزير ”انخفاضا مهما” للإنتاج بعد اجتماع إسطنبول بما أن 700 ألف برميل المتفق على تخفيضها في اجتماع الجزائر ”لن تكفي لبلوغ سعر بين 50 و55 دولارا للبرميل”. وتزامناً مع انعقاد مباحثات بين كبار المنتجين في إسطنبول للتشاور بشأن أوضاع السوق، اخفضت أسعار النفط خلال تعاملات، أمس، وتعرضت أسعار الخام لضغوط عقب تصريحات لوزير الطاقة الروسي ”ألكسندر نوفاك” قال فيها إن بلاده ليست ملزمة بالتوقيع على اتفاق لتجميد الإنتاج مع ”أوبك”، وهذا قبل أن يشير في وقت لاحق إلى أنه يتوقع أن تطلب المنظمة من المنتجين الآخرين الانضمام إلى اتفاق خفض الإنتاج.