تواصل ولليوم الثاني الإضراب التاريخي بمختلف القطاعات باستجابة قوية ووتيرة متصاعدة، حسب ما أعلنه ”التكتل النقابي” الذي فاقت كل التوقعات عبر كافة ولايات الوطن، وهذا رغم سياسة التخويف والتهديد بشتى أشكال التضييق. قالت نقابات في بيان لها ”إنه بناء على النتائج المحصل عليها من خلية متابعة الإضراب المجتمعة يوم 18/ 10/ 2016 خلصت إلى النسب الخاصة باليوم الثاني، حيث سجلت نسبة الاستجابة في الإدارة العمومية عبر مشاركة موظفي البلديات ب70 بالمائة، و40 بالمائة في وسط موظفي التعليم العالي، في ما سجل في قطاع التربية الوطنية في كل الأسلاك 76.30 بالمائة. وفي الصحة العمومية والممارسين الطبيين وشبه الطبي قدرت النسبة ب75 بالمائة، وفي قطاع الفلاحة وعند إضراب البياطرة 79 بالمائة، وهذا فيما سجل في التكوين المهني التكوين المهني نسبة 48 بالمائة. ونوه التكتل بوعي موظفي وعمال الطبقة الشغيلة بالجزائر في مختلف القطاعات على مستوى الوعي والالتزام النقابي، مشيدا على الصمود والاستعداد لمواصلة الإضراب ليومي 24 و25 أكتوبر 2016. كما أشاد ”التكتل النقابي” بالوعي المتنامي لمختلف الشرائح العمالية والإصرار الكبير لديهم والتمسك بافتكاك المطالب المشروعة، وهذا قبل أن ينوه بدور وسائل الإعلام الوطنية المختلفة على التغطية المتميزة والمتابعة الحثيثة لمجريات هذا الإضراب التاريخي. واستنكر التكتل تصريحات واتهامات بعض الأقلام المأجورة وإذكاء نار الفتنة والتحريض والنيل من كرامة الموظفين والعمال، ويحمل الوزارة الأولى مسؤولية الصمت المطبق والتجاهل الممنهج في فتح أبواب التفاوض المنصوص عليها قانونا كما يدعو ممثلي الشعب إلى تحمل المسؤولية التاريخية والوقوف بجانب الطبقة العمالية في مطالبها. واستنكرت في هذا الصدد النقابة الوطنية المستقلة لاساتذة التعليم الثانوي والتقني، ”سناباست” قرارات الحكومة وإلغاء التقاعد النسبي، التي أفرغت القطاع من الأساتذة ومشيرة إلى أن مديريات التربية تشهد طوابير طويلة لوضع الملفات بعد بقاء 10 أيام فقط للتاريخ المحدد من طرف وزارة التربية حول آخر أجل هو 31 أكتوبر، مشيرة إلى أن 80 بالمائة من الأساتذة سيخرجون للتقاعد في 31 أوت 2017، محذرا من قرارات الحكومة. وفي المقابل أوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، أن نسبة الاستجابة للإضراب الذي شنته نقابات الصحة أمس على مستوى المؤسسات الصحية عبر الوطن، بلغت 76 بالمائة، كمعدل وطني وأن النسبة ارتفعت في العديد من الولايات مقارنة باليوم الأول من الإضراب، حيث تم تسجيل في الأغواط أعلى نسبة ب95 في المائة، لتليها قسنطينة، وسطيف ب90 في المائة، ثم ولاية تيزي وزو ب85 في المائة، مضيفا أن الإضراب سيتوقف اليوم على أن يتجدد يومي 24 و25 المقبل في حال عدم تحرك الحكومة في الاتصال بممثلي التكتل لإيجاد حلول للمطالب المطروحة وعلى رأسها التقاعد النسبي. كما كانت في اليوم الثاني أيضا مشاركة الأطباء العامين مشاركة قياسية وتراوحت نسبة المشاركة عبر المؤسسات الصحية عبر الوطن إلى ما بين 80 و90 بالمائة حسب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، مرابط إلياس، الذي نقل عدم تحرك وزارة الصحة للنظر في مطالبهم بعدم عدم تحركها للرد على الإشعار بالإضراب. وفيما يخص الإجراءات العقابية، كشف مرابط أنه لم يسجل إلى غاية منتصف، نهار أمس، أي إجراءات عقابية، ما عدا استدعاء الأمين الوطني للنقابة من قبل الأمن أمس الأول، ولم يعرف سببها إن كان لها علاقة بالإضراب وغير ذلك. وأضاف مرابط أن التكتل اليوم يطالب الحكومة بالتراجع عن التقاعد النسبي، وكذا تقديم مسودة قانون العمل الجديد للنقابات المعنية، مع إشراك النقابات في أي ثلاثية يتم برمجتها مع العلم أنه لم يتم إشراكهم في أي ثلاثية ولا حتى الأخذ بالاعتبار على أنهم شرك اجتماعي وطرف في تقديم الاقتراحات في القوانين التي تمس جميع القطاعات، كما تطالب النقابات - يضيف مرابط - الحكومة بالمحافظة على القدرة الشرائية خاصة وأن تكاليف المعيشة عرفت ارتفاعا، خاصة ما تعلق بالكهرباء، البنزين وغيرها في حين أجر العامل لم يتغير.