تكريم بالطلب والترجي، تكريم خارج المهرجان، تكريم خارج التصنيف، تكريم خارج التقليد، تكريم خارج الأدب، تكريم سمه كما شئت واختر له أسوأ النعوت والأوصاف، أو اختر له اسم تكريم الذل والهوان و”الرخس”، هذا ما يختصر به هذا التكريم الذي وعد به الوفد الجزائري الأسبوع المقبل في تونس. يبرع الكثير من الفنانين الجزائريين في التباكي ولعب دور الضحية، والبحث عن الظهور ليس من بوابة الإبداع وإنما عبر إثارة الحدث وخلق مشكل حتى يلفتوا الانتباه إليهم، وهو ما حدث مع الفنانة بهية راشدي التي ربما كانت تبحث عن تكريم من طرف الرئيس التونسي باجي قايد السبسي. سارع رواد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك لتداول فيديو الفنانة بهية راشدي وهي تبكي وتشتكي سوء معاملة منظمي أيام قرطاج السينمائية في تونس، قائلة بأن القائمين على المهرجان همشوا الفنان الجزائري وأجلسوه في كراس بلاستيكية في آخر القاعة التي احتضنت حفل الاختتام، وسارت الغوغاء في نفس الاتجاه وركب العديد من الصحفيين الجزائريين والفنانين الموجة وتهجموا على منظمي مهرجان قرطاج، متهمين إياهم بتفضيل الفنانين المصريين على الجزائريين، بحيث كرم عادل إمام وجميل راتب من مصر، وتم تكريم المخرج السوري الكبير محمد ملص والمخرج الفلسطيني الكبير كذلك ميشال الخليفي والمخرج التونسي رضا الباهي، وكلهم يملكون رصيدا سينمائيا كبيرا ومثلوا بلدانهم في أكبر المحافل السينمائية العالمية، في وقت يطرح السؤال ماذا قدمت بهية راشدي للفن السابع حتى تستحق وسام الاستحقاق من طرف الرئيس التونسي؟ ولماذا يغيظ بعض الجزائريين تخصيص يوم تكريمي للزعيم عادل إمام؟ البعض يتحدث عن الإهانة والبعض الآخر يتحدث عن تهميش السينما الجزائرية في مهرجان قرطاج من خلال غياب الأفلام الجزائرية عن المسابقة الرسمية، فبالحديث عن عدم مشاركة الأفلام الجزائرية أتساءل ما هي الأفلام الجزائرية التي تستحق المشاركة في مهرجان دولي تشارك فيه آخر الإنتاجات السينمائية العالمية، وهل نملك أفلاما جيدة يمكنها المنافسة على جوائز التانيت الذهبي، في نفس الوقت تتحدث بعض الغوغاء التي تتسول في نفسها دعوة مهرجان قرطاج أن مهرجانات الجزائر تعامل الأشقاء في تونس معاملة الملوك، ولكن لم نر هذا في مهرجاناتنا، بل يبقى هذا مجرد كلام لا أساس له من الصحة، ورغم هذا لم يشتك التوانسة ولا مرة. وكان وزير الشؤون الثقافية التونسية محمد زين العابدين قد عبر عن تضامنه مع الفنانة الجزائرية بهية راشدي حول ما حصل لها من تهميش، على حد قولها، في أيام قرطاج السينمائية، وذلك في منشور له على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. وأعلن محمد زين العابدين أنه يقف مع بهية راشدي وكل الفنانين والمثقفين الجزائريين الذين حضروا فعاليات أيام قرطاج السينمائية، مضيفا أنه التقى بهية راشدي بعد أن تحدث معها بالهاتف ليعبر لها عن مساندته لها. وقال وزير الشؤون الثقافية التونسية أن الجزائر ليست بلدا شقيقا وجارا فقط، بل يجمعها مع تونس تاريخ ومصير مشترك وشاركوا كروح واحدة في النضال من أجل الحرية، معتبرا أن الثقافة والفن رابط مشترك بين البلدين، متمنيا أن يتم تجاوز ما حصل ومواصلة الشراكة الثقافية بين تونسوالجزائر. وزير الثقافة الجزائري تدخل هو الآخر في هذه القضية ربما لحفظ ما يسمى ”كرامة الفنان الجزائري”، وبدوره وزير الثقافة التونسي وعد بتكريم الوفد الجزائري بعد أسبوع من الآن، ولو حصل هذا ووافق الفنانون الجزائريون الذين قالوا بأنهم أهينوا في أيام قرطاج السينمائية فسيكون هذا التكريم هو أكبر هوان لهم.