حذر المختص فتحي بن أشنهو، من مستقبل الصحة العمومية في الجزائر في حال استمرارية نشاط دخلاء في الرعاية الصحية، من خلال الانتشار الكبير لمحلات بيع الأعشاب ”غير المقننة”، كما أن بعض المرضى أصبحوا يستبدلون أدوية الطب الحديث بخلطات مجهولة بتوجيه من ”مشعوذي الأعشاب”، حسب بن أشنهو. أكد الدكتور المختص فتحي بن أشنهو أن قضية تناول الأدوية في الجزائر أمر ”خطير”، خاصة ما يتعلق بأدوية الطب البديل الذي رغم أن له قواعد وأصول معترف بها، إلا أن ما هو قائم بالجزائر مجرد فوضى. فالمواطن الجزائري من ناحية الطب الحديث يمكنه أن يحصل على أي دواء في الصيدليات دون وصفة طبية، فهناك سهولة عجيبة في استهلاك الدواء. ليعتبر بن أشنهو أن الواقع يشكل منعرجا خطيرا في قضية الأدوية. استنكر ذات المختص الانتشار الواسع لمحلات بيع الأعشاب وعلاجات الطب البديل، وكذا الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين، ليؤكد أن هذا يدل على هشاشة التربية الصحية، علما أن المواطن الجزائري كان له وعي أفضل في مجال استهلاك الأدوية سنوات الستينيات والسبعينيات، بفضل الانضباط في القطاع الصحي الذي تمكن من خلاله بلدنا من تقديم نموذج عالمي مثالي، كون الجزائر تمكنت من القضاء على مرضي السل والشلل على سبيل المثال بفضل السياسة الصحية الرشيدة. وتعتبر المضادات الحيوية من أكثر الأدوية التي يعتمدها المريض بالجزائر، كما أن البعض يعتمدها دون وصفة طبية، معتبرا أن السبب بسيط لأنه لن يكلف عناء الذهاب إلى الطبيب، ناهيك عن الاستعمال العشوائي لوصفات شعبية أوأدوية الطب البديل في نفس الوقت الذي يستهلك المريض أدوية الطب الحديث. وتقر منظمة الصحة العالمية عبر تقرير لها بعنوان ”تحليل وضع البلدان في جميع أنحاء العالم: الاستجابة لمقاومة مضادات الميكروبات”، أن هناك خللا في الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل جميع الأقاليم الستة التابعة للمنظمة، كما أن انتشار مقاومة مضادات الميكروبات سيؤدي إلى ظهور أمراض معدية عديدة، ما قد يؤدي إلى الخروج عن سيطرة الانسان فعلا. أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حملتها، في إطار الأسبوع العالمي حول المضادات الحيوية، بغية تنمية الوعي في هذا الخصوص. وقد جاءت الحملة بعنوان ”الحرص في التعامل مع المضادات الحيوية”، بصفتها موردا ثمينا لابد من الحفاظ عليه، كما لا ينبغي استعمالها في علاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا إلا في حالة وصفها من قبل متخصص مهني. ومن أهم ما يجب معرفته هو عدم تقاسم تلك المضادات مع ضرورة استكمال دورة العلاج بها، ناهيك عن ضرورة عدم الاحتفاظ بها بغية استعمالها مستقبلا. وتواظب المنظمة على توفير الموارد اللازمة لتنظيم حملات محلية للرفع من مستوى الوعي في هذه المسألة.