استعادت وحدة من الجيش والقوات المسلحة السورية صباح أمس قرية الفقيع في ريف درعا الشمالي. وأفاد مصدر عسكري ل سانا بأن ”وحدة من الجيش نفذت عملية عسكرية خاطفة على بؤر وأوكار المجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامة ”جبهة النصرة” في بلدة الفقيع الواقعة بجانب الطريق الدولي القديم شمال مدينة درعا. ولفت المصدر إلى أن العملية “انتهت بإعادة الأمن والاستقرار إلى البلدة بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وفرار من تبقى منهم باتجاه المناطق المجاورة”. وأشار المصدر في وقت لاحق إلى أن ”وحدات الجيش أحكمت سيطرتها على مزارع بلدة الفقيع في ريف درعا الشمالي وبدأت بملاحقة فلول الإرهابيين في المنطقة”. وتأتي أهمية الإنجاز الجديد لوحدات الجيش السوري لاسترداد درعا وتأمين قاعدة انطلاقه لإعادة الأمن والاستقرار للقرى والبلدات المنتشرة على الطريق القديم الواصل بين مدينة الصنمين ومدينة الشيخ مسكين. وكان الجيش السوري سيطر مطلع الشهر الجاري على عدد من التلال في ريف درعا الشمالي من بينها تلة الواويات وتلة العين لتفرض بذلك سيطرتها النارية على طرق إمداد ”المجموعات الإرهابية” بين بلدات برقة وانخل والفقيع. وتزامنا مع ذلك، اجتمعت 10 دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية السبت في باريس ”لبحث الوضع الإنساني في حلب” التي توشك القوات السورية على استعادتها بالكامل.وسيبحث ممثلو خمس دول غربية وأربع دول عربية وتركيا والاتحاد الأوروبي الأوضاع في حلب وبشكل أوسع في سورية وإمكانيات التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع. ويحضر الاجتماع ممثل المعارضة السورية رياض حجاب وكذلك رئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حجي حسن. ويأتي الاجتماع في وقت أصبح فيه الجيش السوري يسيطر عمليا على 85 في المئة من الأحياء الشرقية لحلب التي كانت بحوزة فصائل المعارضة، ما دفع عشرات آلاف المدنيين للفرار. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أعلن، مساء الجمعة، في باريس، عن اجتماع آخر، السبت، في جنيف لخبراء روس وأمريكيين لمحاولة ”إنقاذ حلب من دمار تام”، عبر وقف لإطلاق النار وإجلاء المدنيين والمسلحين، وإدخال مساعدات إنسانية. وكان الاتحاد الأوروبي، طالب بوقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، واتهم الحكومة السورية وروسيا بشن هجمات متعمدة ومفرطة على المدنيين والطواقم الطبية” في حلب وباقي أنحاء البلاد. وقالت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية فيدريكا موغيرني في بيان يوم الجمعة، إن ”هجمات النظام السوري وحلفائه خاصة روسيا على حلب قد أوقعت الكثير من الضحايا بين المدنيين وتسببت في تدمير مناطق واسعة بها كما خلفت تدهورا في الأوضاع في المدينة”. وشددت موغريني على ضرورة ”الوقف الفوري لاطلاق النار في جميع انحاء سوريا ووقف تلك الانتهاكات بما فيها عمليات القصف العشوائي”. وطالبت موغريني بمعاقبة المسؤولين عن كل تلك الانتهاكات والجرائم التي قد ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية مؤكدة أنه لا يمكن السماح بإفلات مرتكبيها من العقاب. وحذرت في هذا الصدد من أن الاتحاد الأوروبي سيسرع في العمل من أجل فرض مزيد من العقوبات ضد سوريا تستهدف أشخاصا سوريين وكيانات داعمة للنظام في دمشق ”إذا لم يتوقف هذا القمع”. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الجمعة، مشروع قرار كندي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، والسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية. واعتمدت الجمعية مشروع القرار بأغلبية 122 صوتاً من الدول الأعضاء، في مقابل 13 دولة رفضت القرار و36 دولة امتنعت عن التصويت، من إجمالي أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 دولة. ومنذ 15 نوفمبر الماضي، تتعرض أحياء حلب الشرقية لقصف جوي وبري مكثف، من قبل الجيش السوري بغطاء جوي روسي، بهدف استعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة منذ 4 سنوات.