وضع مؤشر ”آي في” لكفاءة اللغة الإنجليزية لسنة 2016، الجزائر في المركز العاشر من حيث إتقان اللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يجعلها تتلقى شبه توبيخ من هذه المؤسسة التي صنفتها في مرتبة متدنية، وهي النتيجة المنطقة الحتمية للسياسة التعليمية المنتهجة في الجزائر حسب المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ. استند المؤشر الصادر عن مؤسسة ”آي .في” على بيانات الاختبار التي أجريت لأكثر من 950 ألف من البالغين الذين أخضعوا لاختبار في اللغة الإنجليزية عبر الإنترنيت في عام 2015، موضحا أن الجزائر تعاني من الكفاءة المتدنية على مستوى إتقان هذه اللغة، على غرار العديد من بلدان المنطقة العربية والإفريقية، حيث جاء المغرب في المركز الأول تليه الإمارات العربية المتحدة، متبوعة بتونس، وقطر، وإيران، والأردن، وسلطنة عمان، والكويت، والجزائر، والسعودية، وليبيا، ثم العراق. ودعت مؤسسة ”آي في” السويدية الجزائر، إلى أخذ اللغة الإنجليزية في الاعتبار في إطار الإصلاحات الكبيرة، وتابعت أن في البلدان ذات المستويات المنخفضة في التحصيل التعليمي وارتفاع مستويات عدم المساواة، فإن توفير التعليم العام الجيد لجميع الطلاب لمدة عقد على الأقل، بما في ذلك التدريس باللغة الإنجليزية، سيؤدي حتمًا إلى تحقيق كفاءة أفضل في اللغة الإنجليزية بين البالغين، حيث أكد المؤشر على أن مهارات اللغة الإنجليزية شرط أساسي في الاقتصاد العالمي اليوم، بالرغم من أن إتقان لغة ما أمر صعب ومكلف، إلا أن الآباء والمهنيون يعرفون قيمة الاستثمار في التدريب على اللغة الإنجليزية، والشركات والحكومات تعرف الصلة بين القوى العاملة الناطقة باللغة الإنجليزية والقدرة التنافسية طويلة الأجل في القرن الحادي والعشرين حسب المصدر ذاته. المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ تتهم وزارة التربية بتهميش الإنجليزية أرجع عضو المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ سمير لقصوري، المستوى المتدني الذي تعرفه اللغة الإنجليزية لدى الجزائريين، خاصة المراهقين منهم والشباب، إلى السياسة التي تنتهجها وزارة التربية ووزارة التعليم العالي على حد سواء، بجعل الأولوية للغة الفرنسية التي لم تعد مستعملة إلا قلة قليلة من البلدان، مؤكدا على مطلب المنظمة بإدراج اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى، من خلال جعل عدد ساعاتها الأسبوعية أكثر من الفرنسية، منوها إلى أنهم لم يطالبوا بحذف الفرنسية بل بموازنة الحجم الساعي للغتين، مشيرا إلى أن هذه المطالب التي مرت عليها سنة لم تلقى أي رد من الوزارة، كما أن الحملة التي تم اعتمادها منذ مدة بجمع أكبر عدد من الأصوات الموافقة والتي تمكنهم من رفع العريضة إلى الوزير الأول كللت بالفشل، بسبب الحملات الموازية حطت الحملة الرئيسية، ومنعت من وصول نصاب الأصوات. وفي سياق متصل، كشف لقصوري عن نتائج آخر دراسة استطلاعية قامت بها المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، والتي أوضحت أن التلاميذ في الأطوار التعليمية المتوسطة قد حصلوا على علامات جيدة في اللغة الإنجليزية مقارنة بالفرنسية التي يدرسونها منذ الابتدائي، وذلك من خلال نتائج الفصل الدراسي الأول عبر كل مكاتب الولايات، حيث تراوحت معدلات الفرنسية بين 4 إلى 7 من 20، فيما تمكن أغلب التلاميذ من تحقيق معدلات تجاوزت 17 من 20 في اللغة الإنجليزية، وهو ما يعبر عن شغف أبنائنا وتقبلهم للغة الانجليزية – حسب محدثنا- ورفضهم للفرنسية بالرغم من تعودهم عليها، ويضيف لقصوري أن تهميش هذه اللغة الأساسية وتقليص عدد ساعاتها يجعل التلميذ الجزائري بدون هوية وهو ما نلمسه من خلال عدم تحكم طلبة المستوى الثانوي أو الجامعي في هذه اللغة، وهو ما لا يتفطن له هؤلاء إلا بمقارنتهم مع نظرائهم من الأجانب أو العرب، حيث أن أول لقاء مع شخص أجنبي يمكن الشاب الجزائري من إدراك ضعف مستواه في الإنجليزية، ما يخلق لديهم عقدة الخوف من الخطأ، وهو ما أنتج جيلا أميا في اللغات مقارنة مع البلدان الأخرى، فمع عولمة اللغات بات الجزائريون متقوقعين على أنفسهم يخجلون من استعمال اللغات الأجنبية.