استقرت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، وتترقب الأسواق الموقف قبل أقل من أسبوع على بدء تطبيق أول اتفاق في 15 عامًا بشأن الإنتاج بين أوبك والمنتجين المستقلين. من المنتظر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق الذي سيقلص الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا في الأول من يناير. وانخفض سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في لندن للتسليم في فبراير بواقع خمسة سنتات إلى 55.11 دولارا للبرميل. ويظل العقد أقل 5٪ من أعلى مستوى في 17 شهرًا، الذي بلغ 57.89 دولار للبرميل في 12 ديسمبر بعد موافقة المنتجين المستقلين على بذل جهود مشتركة مع أوبك لتقليص تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية التي أدت إلى تراجع الأسعار. وارتفع الخام الأمريكي للتسليم في فبراير بواقع ستة سنتات إلى 53.08 دولارا للبرميل، بعدما أغلق عند أعلى مستوى في 17 شهرًا يوم الجمعة الماضي. ومن جهة أخرى، رجح نائب وزير الطاقة الروسي، كيريل مولودتسوف، أمس، أن تتراجع إمدادات بلاده من المنتجات النفطية بنحو 2.5 في المائة في 2017 مع تصاعد وتيرة العمل ببرنامج ضخم لتحديث المصافي يهدف إلى تحسين جودة الوقود. ولفت إلى أن بلاده ستضخ 277 مليون طن من المنتجات النفطية في 2016 وأن هذا الحجم سينخفض إلى نحو 270 مليون طن من أنواع الوقود الأعلى جودة في 2017. وتوقع أن يصل حجم إنتاج البنزين في 2017 إلى 39.8 مليون في حين سيتجاوز إنتاج وقود الديزل 70 مليون طن. وقد يتقلص إنتاج الفيول أويل بأكثر من مليوني طن بسبب زيادة في رسوم التصدير اعتباراً من 1 يناير 2017. قدّر أن تكون صادرات بلاده من النفط زادت بنحو خمسة في المئة هذا العام إلى 253.5 مليون طن ولم يستبعد حصول زيادة ”طفيفة” في وقت ما من 2017، في إشارة ربما إلى ما بعد انتهاء العمل باتفاق روسيا مع ”أوبك” على خفض الإنتاج دعماً للأسعار الذي ينتهي أجله بعد ستة أشهر وهو قابل للتمديد. وأعلنت شركة ”غازبروم” الروسية المنتجة للنفط أنها تعتزم إنفاق 404.1 بليون روبل (6.65 بليون دولار) على الاستثمار العام المقبل. ولفتت الشركة في بيان في أعقاب اجتماع مجلس إدارتها إلى أن المشاريع الرئيسة ستبلغ الذروة في الفترة بين عامي 2016 و2018. إلى ذلك، نقلت صحيفة ”فالور إيكونوميكو” عن ماكسيم رابيلو، رئيس النشاطات البرازيلية لدى ”توتال إي آند بي دو برازيل ”، وهي الوحدة البرازيلية ل ”توتال” الفرنسية الكبرى للطاقة، إن شركته تخطط لاستثمارات سنوية بقيمة بليون دولار في أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية. ويأتي قرار توسعة النشاطات في البرازيل مع اتفاق ”توتال” على الاستحواذ على أصول بقيمة 2.2 بليون دولار من شركة النفط البرازيلية الحكومية ”بتروليو برازيليرو”. وأعلنت الشركتان الأسبوع الماضي أن ”توتال” اشترت حصصاً في حقول نفطية ومحطات كهرباء حرارية من ”بتروبراس” في إطار برنامج الأخيرة لبيع أصول. ونقلت ”فالور” عن رابيلو قوله إن ”توتال” و”بتروبراس” ستواصلان الاتصالات في ما يتعلق بإمكانية إبرام صفقات أخرى وتأسيس شراكات في المستقبل. وأوردت وكالة ”شينخوا” أن مخزونات النفط الخام التجارية انخفضت 1.6 في المائة نهاية نوفمبر مقارنة بالشهر السابق، كما هبطت مخزونات الوقود المكرر 0.1 في المائة مقارنة بنهاية أكتوبر. ولم تشر الوكالة إلى حجم المخزونات. ونادراً ما تكشف الحكومة عن مستويات المخزونات الإستراتيجية أو التجارية ما يجعل من الصعب قياس حجم الطلب الحقيقي في ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم. ومن جهتها تحاول الجزائر جاهدة تجديد آبارها المتقادمة حيث قال مسؤول بارز في شركة ”سوناطراك” لوكالة ”رويترز” إن الجزائر دشنت برنامجاً لتجديد آبارها المتقادمة للنفط والغاز وتعزيز الإنتاج في إطار الجهود الرامية للتصدي لانهيار إيرادات النفط. وقلص تدني الأسعار مكاسب الدولة العضو في ”أوبك” بنحو النصف مع توقعات بأن تبلغ الإيرادات نحو 35 بليون دولار في 2016 مقارنة بأكثر من 60 بليوناً في 2014.