أكّد جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الأمريكية، على أن موسكو أصبحت تشكل ”خطرا وجوديا” على الولاياتالمتحدة. بعد اختراقهم مؤخرا المنظومة المعلوماتية للانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن من نوفمبر الماضي. وجاء ذلك خلال جلسة مساءلة علنية حول قضية التجسس الروسي على الانتخابات عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي لكل من مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، ومدير وكالة الأمن الوطني الفريق أول بحري مايك روجرز، ومساعد وزير الدفاع مراسل ليتر. قال كلابر: ”هذا الأمر يعود بنا إلى سنوات الستينيات في ذروة الحرب الباردة: تقاسم أو توفير الدعم للمرشَّحين الذين يساندونهم، واستخدام الدعاية، لكنني لا أعتقد أنه سبق لنا أن واجهْنا حملة للتدخل في انتخاباتنا بشكل مباشر وعدواني كالتدخل الذي شهدناه هذه المرة”. وأضاف القول: ”قامت روسيا بوضوح باعتماد سياسة إلكترونية أكثر عدائية عن طريق تبني تجسس إلكتروني يتضمن تسريب بيانات مسروقة عن طريق هذه العمليات واستهداف بنى تحتية حيوية”. إلى أن دولا كالصين وكوريا الشمالية وإيران عمدت إلى النشاطات ذاتها لكن بدرجة أقل. وأكد مدير جهاز ”سي آي إيه” أن القرصنة الروسية لم تؤثر على نتائج فرز الأصوات. وأوصى كلابر الإدارة الأمريكية بتوفير مزيد من الدعم لشركات الإنترنت والتعاون معها لمساعدة الأجهزة الأمنية على تقفي أثر الإرهابيين والقراصنة. ورفض كلابر أن الإجابة عما إذا كانت القرصنة الروسية تعني ”إعلان الحرب”، معتبرا أن ذلك ليس من صلاحيات الأجهزة الاستخبارية، لكنه أكد على ضرورة التشديد قرصنة المواقع الأمريكية. من جانبه، اعتبر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جون مكين أن ”على كل أمريكي أن يكون واعياً بهجمات روسيا على بلادنا”. من جانبه، اعتبر مدير وكالة الأمن الوطني الفريق أول بحري مايك روجرز روسيا ”الند المنافس” لبلاده في مجال القرصنة. وتابع مستدركاً: ”دول أخرى، مثل الصين مستوى قدرتهم (على القرصنة) واستثمارهم فيها في تنامي كبير. إيران وكوريا الشمالية حالياً في مستوى متوسط”.ومن جهته دعا مساعد وزير الدفاع الأمريكي مارسيل ليتر إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا بالشراكة مع حلفاء واشنطن في الناتو”. وكانت الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون تعرضت لهجوم إلكتروني اعتبر الأكبر ضد مؤسسات الحزب الديمقراطي، بحسب وسائل إعلام أمريكية. وجاء ذلك بعد اختراقين لبيانات اللجنة الوطنية الديمقراطية ولجنة حملة الكونغرس الديمقراطية. واتهم مسؤولون أمريكيون وكلاء يعملون لحساب الحكومة الروسية. ويعتقد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنّ هؤلاء مدوا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالمعلومات التي تكون أدت، بحسبهم، إلى ترجيح كفته في الانتخابات. لكن ترامب نفى هذه الاتهامات واعتبرها كذبة على شاكلة امتلاك الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين سلاح الدّمار الشامل. وكان الكرملين أكّد وصول الدبلوماسيين الروس، الذين طردتهم الإدارة الأمريكية بقرار من الرئيس باراك أوباما، في إطار الإجراءات الأمريكية ضد روسيا بسبب تورطها المزعوم في الهجمات الإلكترونية ضد الولاياتالمتحدة، الإثنين الماضي. وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت في وقت سابق عن إغلاق ممثليتين دبلوماسيتين روسيتين في ولايتي نيويورك وماريلاند، بدعوى استخدامهما لأنشطة استخبارية، وطرد 35 دبلوماسيا روسيا في واشنطن وسان فرانسيسكو خارج الولاياتالمتحدة، وأمهلتهم 72 ساعة لمغادرة البلاد. ونقل الإعلام الأمريكي بيانا صدر عن الرئيس باراك أوباما، مساء الخميس، تضمّن عددا من الإجراءات العقابية، رداً على القرصنة الإلكترونية الروسية للانتخابات الأمريكية التي أجريت في نوفمبر الماضي، والتضييق على الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو. وأضاف أوباما أن واشنطن ستواصل اتخاذ إجراءات ضد روسيا بعضها لن يعلن عنه. وأنّ إدارته سترسل لاحقا تقريرا حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية للكونغرس.