تراجعت أسعار النفط خلال تداولات أمس، بفعل ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات، مع توقعات بمزيد من الانخفاض في 2017 وتاتي هذه التوقعات رغم مساعي أوبك لإنقاذ سوق النفط من الأزمة. سجلت أسعار النفط انخفاضاً في السوق الأوروبية أمس لتواصل تكبيد خسائرها لليوم الثاني على التوالي، بفعل ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات، ويقلص من الخسائر تراجع منصات الحفر الأمريكية لأول مرة خلال 3 أشهر، مقابل ارتفاع خام برنت 0.04٪ عند سعر 55.47 دولار للبرميل. ومن جهته تراجع خام نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي (نايمكس) بنسبة 0.04٪، مسجلاً 52.35 دولار للبرميل. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أول أمس إن أسعار النفط العالمية ستشهد مزيدا من التقلبات في 2017 رغم أن الأسواق ربما تستعيد توازنها في النصف الأول من العام إذا تم تنفيذ خفض الإنتاج الذي تعهد به منتجون. وأظهر تقرير عن وكالة الطاقة، الأسبوع الماضي، أن إنفاق مستكشفي النفط والغاز في أمريكا الشمالية سيرتفع 27٪ خلال 2017. كما ارتفع عدد منصات النفط في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأسبوع المنتهي في 6 يناير، إلى أعلى مستوى منذ أبريل الماضي. وانخفض الخام الأمريكي بنحو 52.27 دولار للبرميل، كما تراجع خام البرنت ليحقق 55.40 دولار للبرميل، وذلك بحلول الساعة 9:30 بتوقيت جرينتش. وخسر الخام الأمريكي ”تسليم فبراير” يوم الجمعة الماضية نحو 1٪، في تكبيد أول خسارة له في 3 أيام، كما سجلت عقود برنت ”عقود مارس” تراجعاً بنسبة 0.9٪. وعلى مدار تداولات الأسبوع السابق حققت أسعار النفط الخام خسائر تراجعاً بنحو 2.2٪، في تكبيد ثاني خسارة أسبوعية على الترتيب، يأتي ذلك بفعل قلق الأسواق المالية من تواصل أزمة تخمة المعروض العالمي بالرغم من دخول اتفاق ”أوبك” لتقليص الإنتاج العالمي حيز التطبيق الفعلي. كما سجل مؤشر الدولار ارتفاعاً بواقع 0.3٪، عاكساً زيادة مستويات شراء الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات، خاصة مقابل العملات الأوروبية والجنيه الإسترليني، وجاء ذلك عقب تجدد المخاوف بشأن انسحاب المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي. ويؤثر ارتفاع الدولار الأمريكي بالسلب على أسعار النفط الخام باعتبارها مقومة بالدولار وتزداد تكلفتها بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. توقع مختصون نفطيون استمرار حالة التقلبات السعرية للنفط خلال الأسبوع الجاري، بعد أن كانت قد اختتمت الأسبوع على خسائر بنحو 3 في المائة، في ضوء ارتفاع الإنتاج الأمريكي ونشاط الإنتاج في بعض دول ”أوبك” المعفاة من الاتفاقية، وبالأخص ليبيا التي سجلت مستويات متسارعة في الإنتاج. ومن المقرر أن تشهد نهاية الأسبوع الجاري اجتماع لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج في فيينا بحضور وزراء النفط في الكويت وروسيا والجزائر وفنزويلا وسلطنة عمان لتقييم وضع الاتفاق وتحديد استراتيجية العمل في الفترة المقبلة، قبل أن يتم إعلان أول تقييم للاتفاق في مطلع الشهر المقبل وسط أنباء عن وصول نسبة الالتزام بتطبيق الاتفاق إلى قرابة 60 في المائة وتوقعات بزيادتها بحلول الأسابيع المقبلة.