برأت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة للمرة الثانية ”أحمد بلباشا” المكنى ”أبو دجانة” أحد المعتقلين سابقا بسجن ”غوانتانامو” من تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن، بعدما تمت تبرئته في 2014 وسبق إدانته غيابيا بذات المحكمة في 2009 بعشرين سنة سجنا نافذا ورفض ترحيله إلى الجزائر وطلب اللجوء السياسي ببريطانيا والاستقرار بهذا البلد خوفا من التعذيب في حال عودته لأرض الوطن. واستمرت أمس مجريات محاكمة ”أبو دجانة” أقل من نصف ساعة الذي عاد ملفه لقبول المحكمة العليا الطعن بالنقض في الحكم السابق الصادر في حقه، حيث ذكر رئيس الجلسة على الملأ بأن الملف فارغ ولم تستغرق مرافعة الدفاع هذه المرة أكثر من دقيقتين، مشددا على أن أوراق قضية موكله فارغة، مشيرا إلى إقرار قاضي الجلسة بذلك. والتمس النائب العام من دون مرافعة تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضد ”أبو دجانة” المتهم في الملف صاحب 47 سنة المتحصل على تكوين في المحاسبة، وقد توظف في عدة مناصب بإحدى البلديات بالجزائر العاصمة والصيدلية المركزية ثم بشركة ”سوناطراك” وكعون أمن بالبلدية لغاية 1999 ليسافر بعدها بطريقة شرعية إلى فرنسا وبريطانيا وعمل هناك بفندق وشركة ملابس. وتعرف ”أبو دجانة” خلال فترة تواجده ببريطانيا على أشخاص طالبوه بالعمل بمؤسسة خيرية ل”وليد بن طلال” مقابل تلقيه أجرا شهريا بقيمة 3 آلاف دولار، فاستجاب أحمد بلباشا لمقترحهم وتم تكليفه بعمليات الجرد والمحاسبة والتبرعات والتحق بأفغانستان في مهمة، وألقت عليه القبض في 2004 المخابرات الباكستانية باعتباره كمقاتل وباعته، حسب مصادر قضائية على صلة بالملف إلى القوات الامريكية، ب5 آلاف دولار، وسجن ب”قندهار” إلى أن تم ترحيله إلى معتقل ”غوانتانامو” حيث قضى 12 سنة وثلاثة أشهر تعرض خلال عامين منها إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.