التقى أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الجزائر ومدير ديوان الرئاسة، في زيارة غير معلنة إلى تونس رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في سياق جهود البلدين لتسوية الأزمة الليبية. وجاءت زيارة أويحيى، أمس إلى تونس بصفته يرأس ”التجمع الوطني الديمقراطي” وليس كمدير لديوان الرئاسة بالنظر إلى طبيعة الشخصيات التونسية التي التقى بها، فقد كان في استقباله في المطار القيادي بالنهضة رفيق عبد السلام مستشار العلاقات الخارجية ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية إلى جانب عبد القادر حجار سفير الجمهورية الجزائريةبتونس. وقالت مصادر تونسية أن أويحيى قام بزيارة ودية إلى حركة النهضة بدعوة من راشد الغنوشي بعد تلك التي أداها وفد من حركة النهضة للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر قبل شهرين. لكن مراقبون أكدوا أن الزيارة غير المعلنة لأويحيى تأتي في إطار التحركات الاقليمية لمعالجة الملف الليبي تحسبا لعقد قمة ثلاثية تونسية - مصرية - جزائرية ستخصص لمعالجة الانسداد السياسي الذي وصله الحوار الليبي-الليبي، الذي تسبب في تزايد منسوب القلق لدى دول الجوار. كما أن لقاء أويحيى جاء عقب زيارة الغنوشي للجزائر الأحد الماضي ولقاء بوتفليقة في إطار جهود حلحلة الزمة الليبية خصوصا وأنها تأتي بعد أقل من أسبوع من تصريحات القيادي الليبي المثير للجدل عبدالحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبي التي حذر فيها من أن ”إشعال فتيل الحرب في طرابلس سوف يحرق تونس ويمتد إلى الجزائر”. وقد اتخذت هذه الخشية منحى خطيرا في أعقاب تحذيرات القيادي عبدالحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبي، التي جاءت في تصريحات تلفزيونية بثت ليلة الخميس-الجمعة الماضية، والتي وصفتها تقارير إعلامية تونسية وكذلك جزائرية بأنها عبارة عن ”تهديد مبطن لتونسوالجزائر” إن وقفتا إلى جانب فصيل ليبي معين.