استيقظ نهار أمس سكان مدينة قسنطينة على وقع أسواق ومحلات مغلقة، بسبب دخول التجار في إضراب لمدة ثلاثة أيام، إحتجاجا على رفع تسعيرة الكراء بنسبة 700 بالمائة، وهو ما اعتبر بمثابة معاقبة الناشطين في أسواق المدينة بما فيها الكبيرة منها على غرار سوقي بومزو وبطو. وبدت مدينة قسنطينة أمس، ميتة تجاريا، حيث أغلقت كافة المحلات التابعة لممتلكات بلدية قسنطينة وهي تعد بالمئات تتواجد بأشهر الشوارع على غرار زيغود يوسف وبلوزداد، إضافة إلى أسواق الخضر والفواكه بما فيها الرئيسية المتواجدة بقلب المدينة كبطو ”فيراندو” وبومزو الذي يعود للحقبة الإستعمارية وسوق العصر أو ما يعرف بسوق الفقراء. وتجمهر التجار أمام محلاتهم، استجابة لنداء ممثليهم الذين لم تكلل مفاوضاتهم مع الجهات المسؤولة ببلدية قسنطينة والقاضية بضرورة مراجعة التسعيرة وتجاوز فرض الأمر الواقع بزيادات تصل إلى 700 بالمائة، حيث قفز سعر كراء الطاولة في السوق أو المحل من ألفي وثلاثة آلاف دج إلى 20 ألف وأكثر في الشهر، وهو ما اعتبره التجار بمثابة عقاب وإستغلال، داعين والي الولاية التدخل لإيجاد تسوية للمشاكل العالقة. وكان أعضاء المجلس الشعبي البلدي قد صادقوا مؤخرا على قرار تثمين ممتلكات بلدية قسنطينة، وفي مقدمتها رفع تسعيرة كراء المحلات والطاولات في الأسواق وغيرها، وهو ما أثار جدلا بين المنتخبين أنفسهم وتسجيل حالة غليان لدى التجار. ومن جهته أصر رئيس المجلس الشعبي البلدي على ضرورة تطبيق التعامل بالتسعيرات الجديدة وفقا لقرار المصادقة، وهو ما أرغم التجار على الدخول في إضراب لمدة ثلاثة أيام بداية من أمس السبت ويستمر إلى غاية يوم غد الإثنين. ودفع المواطنون الثمن أمس، حيث وجدوا أنفسهم يبحثون عن سلع غير متوفرة خاصة الخضر والفواكه ما جعل الكثير منهم يلجأ إلى البلديات المجاورة على غرار حامة بوزيان لإقتناء مستلزمات الطهي والأكل بصفة خاصة.