توّلت مختلف جمعيات المجتمع المدني في عنابة، إلى جانب تطوع عشرات الشباب، زمام أمور تنظيف وتسييج عديد المقابر في ولاية عنابة التي تغير مظهرها جذريا بعدما عانت الإهمال والتسيب لسنوات طوال، غير أن التجاوزات في حق الموتى تسببت في كارثة بمقبرة زغوان قبالة أعالي عنابة، والتي أسفرت عن جرف عشرات القبور في عين المكان. وجهت أصابع الاتهام لأحد المواطنين الذي قام بأشغال الحفر بشكل لصيق أمام حائط المقبرة، والذي يشكل مع كميات الأشجار الدعامة الوحيدة للتربة التي سرعان ما انجرفت وانحدرت، لتأخذ في طريقها عددا من القبور التي يتم حاليا إعادة بنائها من قبل أهل الموتى، علما أنهم تقدموا بشكاوى للسلطات المعنية من أجل توقيف أشغال الحفر التي قد تسفر عن كارثة حقيقية إذا استمرت لاحقا.. بالنظر لهذه الوقائع التي سبقتها وقائع عديد الاعتداءات في حق الموتى والمقابر بشكل عام، من وضع طلاسم وشعوذة كانت قد هزت الولاية، جراء الإهمال والتسيب الناجم أساسا عن عدم توفر الحراسة والقائمين على أشغال هذه المقابر التي تحتاج للعناية من خلال عمليات التنظيف والتهيئة والصيانة، مع وضع حد لرعي الماشية في مساحات المقابر التي عانت منها مقابر بوخضرة، بوحديد، زغوان وغيرها من المقابر عبر تراب بلديات الولاية، تغيب بشكل شبه كلي السلطات المحلية التي تدخل هذه الهياكل ضمن نشاطاتها، حيث لا يتم تسخير الأغلفة المالية اللازمة لتحسين وضعيتها، التي لقيت اهتماما من طرف شبان متطوعين وأفراد جمعيات أحياء أخذوا على عاتقهم مهمة الاعتناء بغالبية مقابر الولاية التي يتم انتهاك حرمة تلك التي تقع وسط التجمعات السكنية، على غرار مقبرتي بوحديد وزغوان من خلال محاولة الاستحواذ على مساحات أرضية خصصت للموتى، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا من السلطات لوقف هذه المهازل. تجدر الإشارة إلى أن غالبية المقابر التي تقع في قلب مدينة عنابة قد تم إغلاقها نتيجة عدم توفر مساحات للدفن فيها في حين يتم السماح بإعادة الدفن على القبور القديمة لأهل الميت فقط.