يطرح الملتقى الوطني حول القضاء في الثورة التحريرية، الذي سينظم في 18 مارس الجاري بقاعة المتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية العقيد محمد شعباني، إشكالية مميزات وخصائص القضاء خلال فترة الثورة التحريرية، ومن أين استمد القضاء ابان الثورة التحريرية جذوره؟ وكيف ساهم في الحفاظ على لحمة ووحدة الشعب الجزائري وتسيير شؤونهم بعيدا عن القضاء والاستعمار الجائر. وتنظم الأمانة الولائية للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بسكرة هذا الملتقى بقاعة المتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية العقيد محمد شعباني، بالتنسيق مع رئيس مجلس قضاء بسكرة والسيد النائب العام لدى مجلس قضاء بسكرة، الملتقى الوطني حول القضاء إبان الثورة التحريرية 1954 – 1962. وسيشهد الملتقى مجموعة من المداخلات والمحاضرات في مقدمتها مداخلة لممثل القضاء لمجلس قضاء بسكرة حول ”القضاء إبان الثورة التحريرية 1954-1962”، ثم تليها مداخلة للمجاهد والقاضي عمار نويوة حول موضوع ”الجلسات والمحاكمات القضائية الجزائية والمدنية 1954-1962 وكذا التوثيق والحالة المدنية”. ويلقي كل من الدكتور تريعة السعيد جامعة الشهيدة حسينة بن بوعلي الشلف والأستاذة سارة تريعة محامية لدى مجلس قضاء الجزائر، محاضرة بعنوان ”دراسة ميدانية نماذج وشهادات حية، طرائف القضاء إبان الثورة التحريرية”، ومما يأتي في مداخلتها أن القضاء عرف خلال الثورة التحريرية المسلحة بالتنظيم والجدية والانضباط والكثير من الذين كتبوا عن القضاء خلال الثورة استندوا إلى بيان أول نوفمبر وقرارات مؤتمر الصومام وميثاق طرابلس، واختصروا أحاديثهم عن نوعين من المحاكم، وهي المحاكم الشعبية والمحاكم العسكرية (الثورية)، فالأولى مختصة في الشأن المدني والثانية في الشأن العسكري، وهي تتشكل من مسؤول الناحية، وهو ممثل النيابة والمساعدين المحلفين إلى جانب المدافع القضائي. ورغم جدية القضايا المطروحة أمام القضاء إبان الثورة التحريرية، إلا أن بعضها لم يخل من الطرافة وروح المداعبة التي يتميز بها الجزائري حتى في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد في تلك الفترة. ويقول المتدخلان أنهما حاولا خلال هذه المداخلة المتواضعة جمع بعض طرائف القضاء إبان الثورة التحريرية من خلال شهادات مجاهدين عايشوا الأحداث منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، فيما سيتناول الأستاذ المحامي طارق عمارة ”مساهمة القضاء في تحقيق النصر”، وستنقل المجاهدة خضراوي الصافية أرملة المجاهد هراكي مصباح شهادة حية حول المحاكمة وتطبيق الشريعة الإسلامية إبان الثورة. وينقسم الملتقى إلى عدة محاور أولها التنظيم القضائي وسير الجلسات، والذي يقسم إلى قسمين، هما التنظيم القضائي والقضاة وسير جلسات المحاكمة الجزائية والمدانية، فيما يعالج المحور الثاني موضوع التوثيق والحالة المدنية إبان الثورة التحريرية وهو بدوره يتناول موضوعي التوثيق إبان الثورة التحريرية والأرشيف والحالة المدنية إبان الثورة التحريرية (شؤون الأسرة والميراث)، بينما خصص المحور الثالث لدراسة ميدانية نماذج وشهادات حية مع المجاهدين.