لا يوجد وصف يليق بما تعيشه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم هذه الأيام سوى ”الفوضى”، إذ لم نعد نفهم ”من يعمل لصالح من؟”، و”من يعمل لصالح الكرة الجزائرية” التي تتخبط في بحر من ”الخالوطة” كما يقال بالعامية؟ فهل هي نظرية الفوضى التي يسعى هؤلاء إلى تطبيقها على أرض الواقع، أم أنه منطق ”خلّطها تصفى”؟ لكن الأمر الأكيد أن الحرب الباردة التي اندلعت منذ كارثة الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، بين الوزير ولد علي والحاج محمد روراوة في الجهة المقابلة، جعلت هؤلاء ينسون أن الكرة الجزائرية عامة والمنتخب الوطني خاصة هما أكبر الخاسرين. صحيح أن الحاج روراوة قدم الكثير للكرة الجزائرية والعالمية أيضا من خلال قانون الباهاماس الذي استفادت منه الكثير من الدول، لكن يبدو أنه لم يفهم بعد أن الزمان الذي تولى فيه شؤون الفاف قد ولى، ولم يعد القرار فرديا كما كان، فالقاعدة العريضة من الجماهير والنخبة الرياضية الجزائرية اليوم تريده أن يرحل. وفي المقابل فإن تدخل الوزارة الوصية ممثلة في شخص ولد علي قد يجلب على الكرة الوطنية مزيدا من الخراب على كل الأصعدة. وما يؤكد أن البعض يسعى لتطبيق نظرية الفوضى على أرض الواقع، هو تمرد القاعدة على القمة ورفض عدد هام من رؤساء نوادي القسمين الأول والثاني، ومعهم رؤساء الرابطات الجهوية وأهم رؤساء الرابطات الولائية، خيار الرئيس ”زطشي” الذي يرون فيه واجهة يريد بها البعض الوصول إلى قصر دالي إبراهيم، الأمر الذي جعل الجميع يتوه بين مصداقية ولد علي ووعود الحاج روراوة ولسان حال الجزائريين يقول.. ولد علي من أمامنا وروراوة من خلفنا فأين المفر؟