تدور هذه الأيام في المشهد الفني بالجزائر، حرب إلكترونية حقيقية، بين مؤيدين ومعارضين لفكرة إصدار الكليب الدعائي للانتخابات التشريعية المقبلة، وتوالت الفيديوهات المعلقة على الكليب، الذي يشارك فيه عدد من مغني الراب، ككريم الغانغ وعزو هوت كيلر ولانونيم، وإسحاق فوبيا، وممثلين في صورة مروان ڤروابي والشيخ النوي وشمسو ديزاد جوكر، وأيضا مغني موسيقى ڤناوة جوبا توري وآخرين، بالإضافة إلى وجوه رياضية، على غرار العربي بورعدة. ويتعرض هذه الأيام مجموعة من مغني الراب المشاركين في الكليب إلى هجوم عنيف، على رأسهم كريم ”الغانغ”، بسبب إطلاقهم لأغنية ”بلادنا بلا بينا ما يبنيها حتى واحد” يدعون خلالها للنزول إلى صناديق الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع ماي القادم. ونشر الفنان الصاعد مروان ڤروابي، أحد الفيديوهات على موقع اليوتوب، حيث وصف زميله مغني الراب كريم الغانغ، بالخائن والغير مهني، واصفا إياه بكلام هابط، بحيث أوضح ڤروابي المعروف ب”بيبيش”، أنه غُلط بسبب الكليب على غرار العديد من الفنانين، كون الدعوة التي تلقاها من طرف كريم الغانغ للمشاركة في ”بلادنا بلا بينا ما يبنيها حتى واحد”، كانت على أساس كليب يتحدث عن الأوضاع الصعبة التي يعيش عليها الشباب الجزائري وايضا رغبته في التغيير، إلا أن كريم الغانغ استعمله لأغراض أخرى، وهي الدعاية للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في الرابع من ماي القادم. وقال ڤروابي أنه ليس مع السلطة ولا ضدها وليس مع الانتخابات ولا ضدها، مؤكدا أنه مع الفن الذي يمارسه، بحيث قال مروان ڤروابي في الفيديو المنشور على موقع اليوتوب ”لا أستوعب كيف تم الزج بي في كليب سياسي دون علمي”، موجها اتهاما خطيرا لكريم الغانغ، واصفا إياه بالشاذ جنسيا. ومن جانبه، نشر مغني الراب المعروف ”بميستر أبي” فيديو حيث تحدث هو الاخر عن الكليب، وقال ميستر أبي أقدم معلومة لكل الفنانين الشباب الذين شاركوا في الكليب، أن أحد الأطراف المكلفين بإصدار الأغنية أراد اختلاس أموال الكليب، لذا يجب مطالبته بدفع مستحقاتكم، بحيث أكد أن المكلف بإصدار الكليب تسلم شيك قدره 500 مليون سنتيم. ومن بين الفيديوهات الكثيرة التي نشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا اليوتوب، جاءت كلها لتتحدث عن خيانة للفن، خاصة فن موسيقى الراب كون الأغنية تعد بطابع موسيقى الراب، وقالوا أن الراب موسيقى شعب وشارع ولا يمكنها في أي يوم من الأيام أن تمدح وتشكر، بل أغنية الراب تنتقد وتروي غضب الشارع، إلا أن بعض مغني الراب، حسبهم. وقال من جهته ”كريم الغانغ” أن الأغنية التي حققت أكثر من 100 ألف مشاهدة في ال 24 ساعة الأولى من طرحها على ”يوتوب”، ليس بها تحيز لأي طرف على حساب طرف آخر ”أما بالنسبة للصفحات التي تنتقد مبادرتنا فهي تريد تغييب الشباب”. ونشير أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية هي من أعدت الكليب الإشهاري والتحسيسي حول الانتخابات، بحيث أكدت أن الهدف يكمن في إعلام المواطنين وتحسيسهم بمدى اهمية القيام بالحق والواجب الانتخابي، باعتبار أن عملية التصويت في حد ذاتها أسلوب راق وحضاري قبل أن تكون حق وواجب.