اعترف الجيش الأمريكي، يوم السبت، بأن التحالف الذي تقوده واشنطن في العراق شن هجوما على منطقة يسيطر عليها تنظيم ”داعش ” في مدينة الموصل الجديدة أسفر، بحسب سكان ومسؤولين، عن مقتل 200 مدني. ويأتي الاعتراف الأمريكي بعد قرار اتخذته القوات الحكومية العراقية بوقف هجومها لاستعادة غرب الموصل بسبب ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين. وذكرت مصادر عسكرية عراقية ان قوات الجيش وقوات التحالف الدولي أوقفت غاراتها على الشطر الغربي للمدينة، معقل تنظيم داعش، بعد مقتل المئات من المدنيين. وكان المرصد العراقي لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق إن فرق الدفاع المدني والأهالي، انتشلوا جثث 500 مدني قتلوا بقصف طيران التحالف الدولي لأحياء في الموصل الجديدة، وبعد أن طالب مجلس قضاء الموصل بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة وفتح تحقيق في المجازر التي ارتكبت فيها، مؤكداً أن ما تعيشه الموصل مأساة حقيقية. وقال المرصد: ”يجب أن يتوقف القصف العشوائي لطائرات التحالف على غرب الموصل”، مطالباً بإعادة النظر في الخطط العسكرية وقواعد الاشتباك غرب الموصل. وأضاف القول: ”منذ يومين ونحن نطالب بدعم الدفاع المدني في جهود إنقاذ المدنيين”. ومن جهته فتح التحالف الدولي تحقيقا في تقارير تحدثت عن مجازر جماعية بحق المدنيين، جراء الغارات العشوائية التي نفذتها طائراته، في حين قالت مصادر عسكرية عراقية إن الجيش والقوات المشتركة المقاتلة وقوات التحالف أوقفت هجومها على غرب الموصل، وذلك بعد وقوع انتهاكات خطيرة ضد المدنيين هناك. وقال التحالف في بيان إنه ”بعد الاستعراض الأولي لبيانات الضربات وجهت قوات التحالف ضربات لمقاتلين تابعين لتنظيم داعش ومعداتهم بناء على طلب من القوات العراقية في غرب الموصل بالموقع الذي قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا فيه. وكان مجلس الأمن الدولي عقد، أمس الأول، جلسة استثنائية بطلب من روسيا لبحث التطورات الأخيرة في الموصل على خلفية أنباء عن سقوط آلاف القتلى بين السكان المحليين جراء معارك تحرير المدينة. وقال الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي للشهرالجاري، مندوب بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة، ماتيو رايكروفت، في تصريحات صحفية أدلى بها في هذا السياق: ”طلبت روسيا عقد اجتماع بشأن الوضع في الموصل، ولديها الحق في ذلك وننتظر هذه المناقشة”. ويشنّ الجيش العراقي، منذ 17 أكتوبر 2016، عملية ”قادمون يا نينوى” مدعوما بقوات ”البيشمركة” الكردية ووحدات ”الحشد الشعبي” و”الحشد العشائري” وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم ”داعش”. وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح مسلحي تنظيم داعش الإرهابي شمال وغرب العراق وسيطرتهم على زهاء ثلث مساحة البلاد في صيف 2014. وبعد استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في 19 فبراير2017 عمليات اقتحام الجانب الغربي للمدينة، الذي يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين. وكشفت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن ما يقارب 400 ألف عراقي لا يزالون محاصرين في غرب مدينة الموصل. وفرّ أكثر من 180 ألف مدني من غرب المدينة الشهر الماضي، وسط مخاوف من احتمال فرار 320 ألفا آخرين في الأسابيع المقبلة. ويقول سكان تمكنوا من الفرار إن المليشيات تستخدم مدنيين كدروع بشرية وتختبئ في المنازل وتجبر الشباب على القتال في صفوفها. ويعتقد مسؤولو الأممالمتحدة أن هناك نحو 2000 مسلح لتنظيم داعش في الموصل.