أبرقت الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات ملاحظات حول خروقات رؤساء الأحزاب السياسية تخطرها بعدم قانونية إخفاء صور المترشحات للبرلمان. وفيما بررت أحزاب تدعي ”التحرر” انتقد حزب الأفافاس المسؤولين على الملصقات بولاية برج بوعريريج. وأخرج تفشي استخدام مرشحي القوائم الحرة وقادة الأحزاب بملصقاتهم الانتخابية أسماء لنسوة بلا هوية بصرية، هيئة دربال عن صمتها بعد مرور ثمانية أيام على انطلاق الحملة وتحول الأمر إلى ما يشبه ”الظاهرة السياسية” التي مست معظم الأحزاب بما فيها تلك التي ترفع راية التقدمية والليبرالية. ودعت الهيئة ممثلي المداومات الانتخابية المتواجدة على مستوى 48 ولاية إلى التدخل خصوصا وأن هؤلاء النساء قدموا ملفات ترشحهم مرفقة بصورهم. واستجاب حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي تصدح مبادئه بالتحرر، من قيود اجتماعية لمطالب الهيئة، منتقدا المسؤولين على الملصقة الدعائية لحزبه بولاية برج بوعريريج الذين أخفوا وجوه المترشحات للبرلمان وهو ما يتنافى مع دفاعه عن المساواة بين الجنسين، مطالبا بالتدخل لسحبها. لكن ملصقات أخرى تابعة لحزب التجمع الجمهوري بولاية بومرداس ظهرت قوائمها هي الأخرى بدون صور بعض المرشحات اللواتي تم استبدالهن برسم ظل امرأة. وقال رئيس الحزب بلقاسم ساحلي، مبررا عدم نشر صور عدد من مرشحات الحزب على الملصقات الدعائية، بأن أوضاع بعضهن الاجتماعية لا تسمح لهن بنشر صورهن، في سياق تقاليد اجتماعية. وتوجد ملصقات تضم أسماء نساء دون صور، في قوائم عدد من الأحزاب ذات التوجه الإسلاموي ك”العدل والبيان”، الذي تقوده نعيمة لغليمي صالحي رغم وجود صورة هذه الأخيرة، وهو ما وقع بولاية أدرار، وكذا حزب ”الجبهة الوطنية الجزائرية” ذي التوجه الوطني، وأيضا شهدت تغييب صور النساء بالكامل في بعض اللوائح المحلية كما عليه الحال بالحزب الجزائري الأخضر للتنمية. ومع أن تبريرات المرشحات بإخفاء صورهن مرتبطة بالعادات والتقاليد السائدة في بعض المناطق الداخلية، إذ يتحدثن عن أن الناخبين يعرفوهن ولا يحتاجون إلى صورهن حتى يقتنعوا ببرنامج الحزب الانتخابي، غير أن التساؤلات القائمة في حال فوزهن في الانتخابات وحصولهن على مقاعد في مبنى زيغود يوسف تبقى حول طبيعة ظهورهن تحت قبة البرلمان وإن كن سيعمدن إلى تمثيل الشعب من وراء ستار. ويؤكد المختصون على ضرورة إسناد وضع الملصقات لأهل الاختصاص لكون معظم الصور التي تم وضعها في القوائم الانتخابية تفتقر للخطاب السياسي الذي يقنع الناخبين. وفي هذا الجانب أوضحت الأستاذة في علوم الإعلام والاتصال والسيميولوجيا سهيلة أوفيد أن المترشح تكمن أهميته في اختيار نموذج خطاب بصري ملائم لبرنامجه وللحزب الذي ينتمي إليه، مضيفة أن الصورة تتكون من مجموعة من الدوال البصرية لإنتاج معنى يهدف أساسا إلى التأثير والإقناع. كما ترى المختصة في سيميولوجيا الصورة أن مختلف القوائم الانتخابية اعتمدت بشكل كبير على تقنيات عالية في إعداد الصورة ولكنها تفتقر -حسبها - كثيرا للمبادئ الأساسية العلمية والمنهجية في التسويق السياسي في وضع الصورة التي تسمح للمترشح بالتأثير على المواطن وإقناعه ببرنامجه الانتخابي. ودعت المتحدثة ذاتها في تصريح للإذاعة الجزائرية إلى ضرورة اعتماد مختلف المترشحين والأحزاب السياسية على مختصين في الاتصال البصري في إعداد مختلف الصور التي تقدم للناخبين في الحملات الانتخابية.