هيمنت أمس مسائل مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات حول المقاتلين الأجانب، على المحادثات بين الجزائر والفيديرالية الروسية ضمن أشغال الدورة الثانية للمشاورات الثنائية. وترتبط الجزائر وموسكو بعلاقات متميزة في الشق العسكري والاقتصادي، لكن مواقفهما كانت أكثر تطابقا فيما يتعلق بالصراع في ليبيا وسوريا، خصوصا بعد زيارة الماريشال خليفة حفتر لروسيا ثم للجزائر في إطار التقرب من مختلف الشخصيات الليبية البارزة. وضمن هذا التقارب التقى أمس وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، الذي قاد الوفد الجزائري خلال هذه المحادثات، في حين ترأس الوفد الروسي ممثل المجلس الوطني للأمن في روسيا فانديكتوف ألكسندر. وقال بيان للخارجية إن الطرفين بالجزائر تباحثا حول محاربة الإرهاب على المستوى الإقليمي والدولي، إضافة إلى أهم النزاعات والأزمات الإقليمية خاصة الأوضاع في ليبيا ومالي والساحل وسوريا وكذا الصحراء الغربية. كما تطرق الوفدان إلى محاربة الإرهاب المعلوماتي والجريمة الإلكترونية، إضافة إلى العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وفي تصريح للقناة الأولى اعتبر المحلل السياسي الروسي مسلم شيتور، أن لدى الجزائر ما تقدمه لروسيا فهي صارعت الإرهاب ليس فقط من الجانب العسكري والأمني وإنما من الجانب الفكري، مشيرا إلى أن إجتماع امس يتيح فرصة تبادل الخبرات والمعلومات عن طبيعة تحركات المنظمات الإرهابية ودراسة سبل التصدي لتمدد هذه الآفة العابرة للقارات. واتفق وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، خلال آخر لقاء لهما في عمّان، على ضرورة تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي لمواجهة التحديات المتعددة في البلاد. وخلال لقائهما عشية انطلاق أعمال القمة العربية في العاصمة الأردنية، تبادلا الآراء حول القضايا الإقليمية الملحة ”مع التركيز على الأوضاع في سوريا وليبيا ومنطقة الساحل”. وأكد الطرفان على ”ضرورة دعم الجهود لإيجاد تسوية سياسية تمكن من تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي بما يضمن تعزيز مؤسسات الدولة الليبية ويكفل مواجهة التحديات التي يواجهها الشعب الليبي”. كما أشار الطرفان إلى أهمية تفعيل الجهود المنسقة للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.