l نقابة التربية تصف الامتحانات بالكارثية l الحراس يسمحون للمترشحين باستعمال الهواتف النقالة تلقت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ضربة موجعة، وفضيحة قد تسيء للمنظومة التربوية وتضرب بمصداقية المسابقة المهنية للترقيات، التي نظمتها الوزارة أمس لفائدة 45 ألف أستاذ لترقيتهم إلى رتب مستحدثة أستاذ ”رئيسي” و”مكون” ومدير مؤسسة، بعد تفشي ظاهرة الغش بين الأساتذة الممتحنين، حيث استنكرت نقابات التربية من سياسة الوزيرة بن غبريط في تنظيم مسابقات الترقيات، معتبرة أن هذا ينذر بفضيحة جديدة قد تطال الامتحانات الرسمية ”البيام” والباك”. أكدت مصادر موثوقة من بعض المراكز الامتحانات ل”الفجر” أمس، أن الأساتذة المعنيين بمسابقة الترقية إلى رتب أعلى، اعتمدوا على الغش للإجابة على أسئلة الامتحان، كما أن الأساتذة الممتحنين اجتازوا المسابقة بالمراكز التي كانوا يدرسون فيها، ما سهل عملية الغش والتواصل مع بعضهم البعض خلال الامتحان، فيما كانت أسئلة المسابقة خاصة مادة الرياضيات واللغة العربية سهلة وفي متناول الجميع، فيما سجلت الغياب نسبة ضئيلة. حيث تأسف الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية ”ستاف”، بوعلام عمورة، في اتصال مع ”الفجر” أمس، على ما جرى في بعض مراكز الامتحانات الخاصة بالترقيات المهنية لفائدة 45 ألف أستاذ إلى رتب مستحدثة تتمثل أستاذ ”رئيسي” و”مكون” أمس، من تفشي ظاهرة الغش بين الأساتذة، معتبرا أن الأمر ”كارثي” وضربة موجعة لقطاع التربية التي عملت جاهدة للحد من هذه الظاهرة، وأضاف المتحدث أن الأستاذ أصبح اليوم يبحث عن الترقية إلى رتب أعلى مهما كلفه الثمن من أجل الراتب الشهري، خصوصا وأن هناك إشاعات تقول أن ”مسابقة الترقية المهنية يخيم عليها عقلية ”الكوطات” تستفيد منها أغلب النقابات” وهو الأمر الذي دفع بالأستاذ إلى اللجوء إلى الغش من أجل رفع معدل الربح، حيث تخوفت نقابة ”الستاف” من تكرار سيناريو الغش في الامتحانات الرسمية ”البيام” و”الباك”. من جهة أخرى طالب الناشط التربوي كمال نواري في تصريح ل”الفجر” أمس، من وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بضرورة تجميد قرار الترقية عن طريق المسابقات مهنية، واعتمادها بدل ذلك على الترقية عن طريق التأهيل، بعد أن شهدت مراكز إجراء الامتحانات لمسابقة المهنيين على المستوى الوطني ”مهزلة” بعد تفشي ظاهرة الغش بين الأساتذة من خلال السماح الحراس بالمراكز اجراء الامتحانات للأساتذة باستعمال الهواتف النقالة أثناء الامتحان، حيث اعتبر محدثنا أن أسئلة الامتحانات في متناول الجميع، ما يدفع الأستاذ بحلها دون اللجوء إلى الغش، ودعا محدثنا من مصالح الوزارة بضرورة اعتماد نفس الاجراءات والترتيبات المطبقة في الامتحانات الرسمية ”البيام” و”الباك”، لضمان مصداقية وشفافية هذه الترقيات. وعلى صعيد آخر أوضح الأمين العام لنقابة مجلس الثانويات الجزائرية ”الكلا” إيدير عاشور في اتصال مع ”الفجر” أمس، أنه لم يتم لحد الآن توقيف أستاذ عن مواصلة الامتحان بسبب ظاهرة الغش خلال المسابقة المهنية للترقيات، ما يمنع على نقابة ”الكلا” من الحديث عن تفشي ظاهرة الغش، فيما أكد محدثنا ”أن أسئلة الرياضيات واللغة العربية سهلة وفي متناول الجميع”. يذكر أن وزارة التربية قررت غلق باب الترقيات لفائدة الأساتذة لهذه السنة، حيث تعد هذه الترقيات ”الاستثنائية” التي تحصلت عليها نقابات التربية المستقلة عقب تجميدها لإضراب 40 يوما، وتوقيعها على محضر 19 مارس 2015، مع وزارة التربية الوطنية، وافتكاكها آنذاك 135 ألف منصب ترقية بمعدل ترقية 45 ألف أستاذ سنويا، والتي ستنقضي مهلتها بتاريخ 6 جوان 2017، فيما أكدت المصادر أن الوزيرة ستبقي على ”الترقيات العادية” سارية المفعول وذلك في حدود المناصب المالية الشاغرة، بتخصيص نسبة 80 بالمائة للامتحان المهني للذين يتمتعون بخبرة 5 سنوات، مع تخصيص نسبة 20 بالمائة للترقية عن طريق التسجيل على قوائم التأهيل، بمعنى استفادتهم من الترقية في رتبتي ”مكون” و”رئيسي” المستحدثة من دون المرور بمسابقة، للذين يتوفرون على خبرة 10 سنوات في الرتبة القاعدية.