اتّهم جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ”إف بي آي” إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتشهير في تعليقاتها بشأن قيادة المكتب. وقال كومي (56 عاما)، في شهادة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن إدارة ترامب نشرت أكاذيب وادعاءات عنه وحول مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد إقالته في التاسع من ماي الماضي. وتسببت تصريحات كومي في إحراج كبير للرئيس الأمريكي، كما أحدثت هزة في البيت الأبيض، لكنّها بحسب خبراء القانون لم تتضمن دلائل وحججا وافية من شأنها إدانة ترامب وعزله من منصبه. وكان من المفترض أن يشغل كومي، الذي عيّنه أوباما عام 2013، منصبه إلى غاية العام 2023، إذ أن الرئيس الأمريكي يقوم بتعيين مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الذي يقره مجلس الشيوخ. وبإمكان الرئيس استبدال المدير رغم أن ذلك قد يعرض الأول لاتهامات بالتدخل في صلاحيات الجهاز. وأوضح كومي أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطات على ال” إف بي آي” لصرف النظر عن علاقة مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومرشحه لمنصب المستشار للأمن القومي - الجنرال مايكل فلين، بروسيا. وقال كومي إنه سبق وأن طلب منه ترامب التخلي عن التحقيق حول فلين، مؤكدأ على أنه لا توجد تسجيلات للمحادثات التي دارت بينه وبين الرئيس، ولفت إلى أنّ المدعية العامة السابقة لوريتا لينش (في عهد إدارة أوباما) طلبت منه الحديث عن التحقيقات بفضيحة البريد الإلكتروني لكلينتون بصيغة ”مسألة” وليس ”تحقيقات”. وقدم فلين، وهو جنرال متقاعد، استقالته، في فبراير الماضي، على خلفية الجدل الذي أثير بشأن مكالمة هاتفية أجراها مع السفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك، خلال فترة حكم الرئيس السابق، باراك أوباما. واتُهِّم فلين بتقديم النصيحة لكيسلياك بشأن رفع العقوبات الأمريكية عن موسكو. وأفيد أنّ البيت الأبيض قد أكّد في وقت سابق أنّ الرئيس السابق باراك أوباما حذّر ترامب من تعيين فلين مستشارا للأمن القومي، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وقال كومي أمام مجلس الشيوخ ”لا شك لدي بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية”، موضحا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ”لم يطلب مني مطلقا وقف التحقيق بشأن تدخل روسيا بالانتخابات”. وفي السياق، قال مارك كاسوفيتش، محامي ترامب الشخصي يوم الخميس، إنّ الرئيس لم يطالب كومي أبدا ب”الولاء”. وأكد كاسوفيتش في بيان بعد جلسة استماع لكومي أمام الكونغرس أن ترامب لم يطلب من كومي بأي شكل من الأشكال وقف التحقيقات حول أي علاقة مشبوهة بين روسيا والحملة الانتخابية لترامب. وأضاف أن شهادة كومي أثبتت أن ترامب لم يكن قيد التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي. وألمح محامي ترامب في البيان إلى إمكانية ملاحقة كومي بتهمة تسريب معلومات للإعلام. وكان البيت الأبيض قد نفى في وقت سابق مزاعم كومي. وذكر البيان البيت الأبيض أن ”إقالة كومي جاءت بناء على توصية من وزير العدل جيف سيشنز”، وأنّ ”الرئيس قبل توصية لأنّ كومي لم يعد موضع ثقة كما لم يعد قادرا على القيادة.